الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

كيف "فخّخ" بان دعوة جنيف 2 ؟ وماذا يريد ظريف من بيروت؟ \r\n"المستقبل": لا جدوى من الزيارة إذا قرّر سماع صدى صوته

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

لا تنفصل الاندفاعة المستجدة على محور تأليف الحكومة عن الحركة الخارجية الناشطة إستعدادا لإنعقاد مؤتمر جنيف - 2 في 22 من الشهر الجاري.


وفي حين يغرق الوسط السياسي في التسابق على تلمس جدية الطروحات المتعلقة بالطبخة الحكومية الجديدة وموعد إبصارها النور، ومدى إرتباطها بنضج التسوية الاقليمية، بدا الترابط وثيقاً بين التطورات التي يشهدها المعطى الاقليمي وإنعكاسه على المشهد الداخلي. لكن المفارقة البائسة في هذا الترابط أنه لا يعكس نضجا لظروف التسوية المرتقبة، ولا يرتب بالتالي أي إنعكاسات إيجابية يمكن أن يستفيد منها لبنان، بل على العكس، فهو يحوَل البلاد واحدة من الساحات المشرَعة لتبادل الرسائل الاقليمية عشية المؤتمر. وهذا ما يفسر في رأي المراقبين المخاوف الجمة المحدقة بالوضع الامني بفعل الأجواء التفجيرية السائدة، وخصوصا أن الهدف الابرز من هذه الرسائل ليس زعزعة الاستقرار الهش، وإنما نقل مشهد التطرف من الساحة السورية إلى الساحة اللبنانية، وإستدراج النهج الاعتدالي إلى الانزلاق في مستنقع الظاهرة الارهابية الجديدة التي يمثلها تنظيم "داعش".
يشكل الهاجس الامني أكثر العوامل الضاغطة في إتجاه تأليف الحكومة، من دون أن يتبين ما إذا كان فعلا سيساهم في تعجيل ولادتها أو تعقيدها. وهذا يتوقف في رأي مراجع سياسية بارزة، على شكل الحكومة العتيدة. فإذا فشلت المساعي الرامية إلى حكومة سياسية، وأقدم الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام على تأليف حكومة حيادية، فإن هذا سيعمق المشهد المأزوم ويدفع به نحو الانفجار. علماً ان رئيس المجلس كان ابلغ رئيس الجمهورية بأنه لن يسير بحكومة تعزل "حزب الله"، فيما ابلغه النائب وليد جنبلاط انه لا يسير بحكومة لا غطاء طائفيا لمكونها الشيعي.
ليس ملف التأليف الا مسألة أيام ويحسم الامر، لكن عوامل الحسم لن تكون حتما محلية بل مرتبطة مباشرة بالحركة الاقليمية قبل اقل من اسبوعين على موعد جنيف - 2 وثلاثة ايام على زيارة وزير الخارجية الايراني لبيروت في الثالث عشر من الشهر الجاري.
لا إرتباط بين الزيارة والملف الحكومي كما تجزم المراجع، من دون أن تستبعد أن تكون سببا في تعجيل التأليف، بحيث يكون لقاء ظريف بسلام مناسبة للتهنئة بالحكومة الجديدة وللإعتراف بدستوريتها، في حين تسقط مبررات لقائه بالوزير عدنان منصور، والتي تسقط بدورها مبررات مشاركته في مؤتمر جنيف.
سيكون لظريف لقاءات رسمية مع المسؤولين ووزير الخارجية. ولم يعرف بعد ما إذا كان سيلتقي أيا من القيادات السياسية لمعرفة ما إذا كان سيحمل ما يخرق المشهد المأزوم.
فالزيارة تأتي ضمن جولة لظريف على عدد من دول المنطقة، لم يستثن منها لبنان رغم أنها لن تحمله بعد إلى المملكة العربية السعودية. وثمة من يستبعد، ولا سيما بعد المواقف الايرانية الاخيرة ضد المملكة، إذا كانت محطته في بيروت تحمل أي رسائل جديدة في إتجاهها.
لا تعول مصادر قيادية في قوى 14 آذار كثيرا على الزيارة، مشيرة إلى أن تحديد نتائجها يتوقف على ما سيحمله الديبلوماسي الايراني في ظل الطلاق بين طهران والرياض. وتسأل هل سيقابل الطرف الآخر، وتجيب: إذا كان نعم، فيمكن أن يكون في الامر بداية لحوار، أما إذا كان آتياً لسماع صدى صوته دون صدى صوت الآخرين، فهو لن يضيف شيئاً.
لا تستبعد المراجع السياسية البارزة، في إطار قراءتها لحيثيات زيارة ظريف ( والتي قد تكون فقدت مبررها بعد وفاة المتهم بتفجير السفارة الايرانية في بيروت ماجد الماجد)، وقبلها زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية قبل يومين، أن يكون الملف اللبناني طرح في المحادثات الاميركية - السعودية من باب دفع اميركي في إتجاه حماية الاستقرار الداخلي وعدم الضغط في إتجاه أي عامل من شأنه زعزعته، بل تسهيل قيام حكومة تنفس الاحتقان والتشنج ولا تزيدهما. وهذا ما عزز إنطباع المراجع بأن هذا المعطى قد حرك مياه التأليف الراكدة وشجع على فتح قنوات إتصال كانت شبه مقطوعة على مدى الاشهر القليلة الماضية.


"فخ" جنيف 2
في السباق الحكومي المحموم قبل مؤتمر جنيف، لفت المراجع القيادية نص الدعوة التي وجهها الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إلى الدول المدعوة للمشاركة.
فالدعوة التي تطلب من الدول تأكيد حضور وفودها ووضع لائحة بأسماء المشاركين، تشترط في طياتها أن يكون تأكيد المشاركة في المؤتمر، بمثابة "موافقة على أهداف المؤتمر كما هي معلنة، وطبقاً لمبادىء جنيف والخطوط التوجيهية والمبادىء المتفق عليها حيال مرحلة إنتقالية يقودها السوريون".
صحيح أن الدعوات التي وجهت، إستثنت حتى الآن إيران التي تسعى ديبلوماسيتها إلى تأمين مقعد لها على طاولة المؤتمر. والسؤال المطروح في الوقت الفاصل عن حسم الموضوع: هل تقبل طهران بنص الدعوة وتقع في "فخ" القبول بمقررات جنيف؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم