الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هل ينحصر التنافس على الرئاسة بين الوزير باسيل وقائد الجيش؟

سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
هل ينحصر التنافس على الرئاسة بين الوزير باسيل وقائد الجيش؟
هل ينحصر التنافس على الرئاسة بين الوزير باسيل وقائد الجيش؟
A+ A-
المشكلات أو بالاحرى الاختلافات داخل "البيت العوني" كثيرة وقد تكون أصبحت مزمنة. وهذا أمر يعرفه اللبنانيون من خلال وسائل الاعلام التقليدية كما الحديثة. فمن جهة تضع الكيمياء المختلفة والمصالح الرئيس الذي اختاره المؤسس ثم رئيس الدولة العماد ميشال عون لـ"التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل في مواجهة مستمرة مع ابنة ولي نعمته في السياسة المستشارة الأولى له في القصر الجمهوري السيدة ميراي. ومن جهة أخرى تضع الكيمياء والمصالح أيضاً نائب كسروان العميد المتقاعد شامل روكز زوج ابنة الرئيس نفسه السيدة كارولين في مواجهة مع باسيل. علماً أنها بدأت بين الاثنين قبل تقاعد الأول وبوقت طويل، لأن الثاني كان يظن أن انتقال "عديله" الى الحياة المدنية ثم الحياة السياسية قد يجعله متقدماً عليه عند "عمّ" الاثنين لأنه "متخرج" مثله من المؤسسة العسكرية، ولأن سمعته داخلها كانت جيدة. ومن شأن ذلك مساعدته على النجاح في تعاطي الشأن العام، وعلى الطموح الى مواقع رئيسية ورئاسية. لهذا السبب ربما حاول باسيل المستحيل لاقناع حلفائه والمنافسين والاخصام بقبول تعيين روكز قائداً للجيش معتبراً أنه بذلك يبعده ولو الى حين عن منافسته. ومن جهة أخيرة تضع المصالح عدداً من سياسيي "التيار الوطني الحر" وناشطيه في مواجهة رئيسهم حزبياً الذي لا حد لطموحاته على تنوعها، ولا سيما بعدما نجح في "الاستحواذ" على عقل مؤسس "التيار" ورئيس الدولة، وفي جعل نفسه الأقرب اليه حتى من الذين يمتون اليه بصلة نسب. وهذا ما دفعهم ولا يزال الى محاولة التميّز عنه حيناً بالاعتدال الذي لا يعرفه هو أو لم يمارسه سواء في القول أو في الفعل، أو بالعجز عن كتم "السرور" بالمطبات التي يوقع نفسه فيها أحياناً كثيرة. لكنهم دائماً يحفظون "خط الرجعة" كما يقال بالتزام السياسة التي يقررها بموافقة مؤسسته الحزبية وبالدفاع عنها ولكن بهدوء ومن غير انفعال وربما أحياناً قليلة من غير حماس.لكن تضارب المصالح والكيمياء لم يمنع باسيل من الاحتفاظ المشار اليه أعلاه بقلب عمّه الرئيس عون وقلبه. كما لم يمنعه من تقوية وضعه في معسكرات سياسية أخرى في لبنان لها حيثيتها وأهميتها. فمع رئيس "تيار المستقبل" ورئيس الحكومة سعد الحريري صارت العلاقة متينة جداً بحيث يخيّل المتابعين أنهما صارا واحداً، وذلك رغم التباينات التي تنشأ بينهما كما حصل في الجلسات الـ19 لمناقشة مشروع قانون الموازنة في مجلس الوزراء، والتي تثير امتعاض الشعبية السنية للحريري. ويعود ذلك الى معرفة الأخير حقيقة وضعه السياسي وغير السياسي والى اتفاقه مع باسيل على قضايا عدّة متنوعة، والى تفهمه ربما حرصه على إظهار أولويته الزعاماتية في الساحة المسيحية التي يتنافس فيها وعليها "ديوك" المسيحيين والطامحون الى أن يصبحوا "ديوكاً" أو أن يعودوا "ديوكاً". ومع "حزب الله"، الذي يتابع عن كثب وبكثير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم