الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ضحايا حروب الشرق الأوسط تحت سقف واحد

جاد محيدلي
ضحايا حروب الشرق الأوسط تحت سقف واحد
ضحايا حروب الشرق الأوسط تحت سقف واحد
A+ A-

منذ مئات لا بل آلاف السنوات والعالم العربي يعاني من الحروب والصراعات والمعارك التي لم يسلم منها البشر والحجر. مواطنون عرب من مختلف الجنسيات والطوائف والمذاهب وقعوا ضحية إراقة الدماء على يد المحتلّ والمجرم والإرهابي، لكن ماذا لو اجتمع كل هؤلاء تحت سقف واحد؟ منال هي واحدة من بين ضحايا الشرق الأوسط أصيبت في عام 2015 بانفجار صاروخ في مدينة كركوك العراقية، بينما أُصيب وائل بحروق من الدرجة الثالثة في وجهه بمدينة تعز اليمنية على يد الشرطة خلال تظاهرات ضد الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح. هاتان التجربتان حدثتا في بلدين مختلفين ولشخصين من جنسيات مختلفة، إلا أن ما يجمعهما هو مستشفى الجراحة التقويمية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في العاصمة الأردنية عَمّان، والتي وثّقت قصص هؤلاء الأشخاص في مشروع "The Hospital of All the Wars" أو "مستشفى كل الحروب".

فكرة هذا المشروع نشأت من قِبل الصحافية مارتا بيلينغريري، والمصور أليسيو مامو، وذلك عندما بدأ الاثنان بالذهاب إلى مستشفى الجراحة التقويمية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في الأردن أسبوعياً لمدة 4 أشهر، لكتابة تقرير صحفي عن المستشفى. وأثناء زيارتهم التقوا بمنال التي كانت ضحية العمل الإرهابي في مدينة كركوك العراقية في عام 2015.

وقامت بيلينغريري بتوثيق قصص الجرحى بشكل مكتوب، بينما قام مامو بتوثيق الجرحى مرئياً من خلال الصور. وفي مقابلة مع CNN، قالت المصورة إن الفكرة كانت تتمحور حول "إظهار حياة جرحى الحرب وعودتهم إلى الحياة مجدداً"، وذلك بعد شفائهم في المستشفى. فمنال مثلاً  تحبّ الرسم، وسرد القصص، والعزف على آلة الغيتار.

كما قالت الصحافية إنها رأت تواجد جميع الأشخاص المصابين من النزاعات في الشرق الأوسط، مثل غزة، والعراق، وسوريا، واليمن، في المكان ذاته، بمثابة أمر لا يُصدق. فإلى جانب منال مثلاً كان هناك حيدر، وهو ضحية انفجار في بغداد أثناء إصلاحه أسلاكاً كهربائية، خلال عمله كموظف كهربائي في وزارة الكهرباء في العراق.

التقط المصور مامو مختلف الصور، ومع أن بعضها كانت بالأبيض والأسود، إلا أنه حرص أيضاً على التقاط الصور الملونة. ومن خلال تلك الصور أراد سرد قصص هؤلاء الضحايا وعذابهم، كبتر الساعد الأيمن لحيدر، الذي أُصيبت أيضاً ساقه اليسرى بالجروح والعدوى. وعندما وصل حيدر إلى عمّان لأول مرة في شباط من عام 2017، لم يكن قادراً على المشي أو ثني ذراعه. وأراد مامو التركيز على إصابات الجرحى من خلال الصور المُلتقطة باللونين الأبيض والأسود، ومن خلال الصور الملونة، إذ قال: "أردت إظهار تفاصيل عودتهم إلى الحياة، من خلال الأشياء اليومية الصغيرة مثل الذهاب إلى السوق، أو المطاعم، أو المتاجر، أو ركوب دراجة نارية". وكان الحرص على حالة استرخاء المصابين وراحتهم في المشروع أمام عدسة الكاميرا من التحديات التي واجهها مامو، ولذلك، حرص المصور على قضاء الكثير من الوقت معهم، قبل التقاط صورهم. وبالنسبة إلى الصحافية، شكّل التحدي الرئيسي حرصها على شمل الجرحى من النساء في المشروع، إذ قضت ساعات أو أياماً بهدف إقناع شابتين أو 3 شابات في المشاركة.

ومن بين القصص أيضاً قتادة الذي كان يقود سيارة في اليمن عام 2015 عندما انفجر لغم أرضي به. وأدى ذلك إلى فقدان ساقه، وبتر الأخرى في المستشفى.

أما وائل فأصيب بحروق من الدرجة الثالثة في وجهه بمدينة تعز اليمنية على يد الشرطة خلال تظاهرات ضد الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح.

وعبّر مامو ختاماً عن مشاعره تجاه الحرب قائلاً: "أريد أن يفكر الأشخاص في كيفية تغيّر الحياة كلياً بسبب الحرب، والقرارات الخاطئة أثناء وضع السياسات، وكيفية تأثير هذه القرارات بشكل مباشر على الأفراد، والمدنيين، وخاصة الأطفال".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم