الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بعد إخلاء المبنى في الصنائع... سكّانه السابقون غاضبون وأهالٍ في المنطقة مرتاحون

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بعد إخلاء المبنى في الصنائع... سكّانه السابقون غاضبون وأهالٍ في المنطقة مرتاحون
بعد إخلاء المبنى في الصنائع... سكّانه السابقون غاضبون وأهالٍ في المنطقة مرتاحون
A+ A-

مبنى من أربع طبقات في الصنائع في بيروت تمّ إخلاؤه في الأمس من قبل عناصر فوج حرس مدينة بيروت. نحو 400 شخص من جنسيات مختلفة أجبروا على المغادرة بعدما "غدرهم "مالك المبنى الذي تركهم لمصيرهم من دون تأمين مسكن لهم أو حتى على الأقل إخبارهم بضرورة إخلاء مساكنهم، لتنتشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يفترشون الطريق، وتنقسم آراء الناشطين بين مستنكر للخطوة واعتبارها عنصرية، ومؤيد لها واعتبارها قانونية.

توضيح البلدية

الصور التي جرى تداولها على "الفايسبوك" لعشرات الأشخاص في العراء، أثارت ردود فعل سلبية لدى الكثيرين، حيث تساءلوا عن خلفية طرد النازحين من دون تأمين بديل أو توجيه إنذار لهم بالإخلاء، لكن في المقابل، أكدت مصادر بلدية بيروت أن "المبنى لا يتضمن نازحين كما يشاع، وهذا ما أكده مالك المبنى في وقت سابق، بل فيه عمال لشركات خاصة، ومنذ سنة 2018 ترد إلى بلدية بيروت شكاوى من سكان المنطقة عن حصول أمور غير لائقة، عدا عن الروائح الكريهة، وبعد الكشف عليه من دوائر مختصة في البلدية تبين أن السكن فيه غير صحي وغير قانوني، فتمّ توجيه عدة إنذارات إلى مالكه من دون أن يأخذها بعين الاعتبار" 


وأضافت المصادر البلدية أنه "قبل أسبوع حصل لقاء بين محافظ بيروت القاضي زياد شبيب ومالك المبنى أخبره خلاله بضرورة إخلائه خلال ساعات وليس أياماً، كون الوضع داخله غير إنساني وغير لائق للسكن، وعلى الرغم من ذلك لم يتخذ مالك المبنى هذه الخطوة، الأمر الذي دفع المحافظ في الأمس إلى إصدار قرار إخلائه فوراً لإنهاء الحالة الشاذة". وأضاف المصدر: "لم نر عند إخلاء المبنى أيّاً من العائلات كما يشاع، وما شاهدناه داخل الغرف يثير الريبة لأمور منافية للآداب، عدا عن استحداث دور مياه، لا ساعات للكهرباء بل أشرطة ممددة، وقد عملت عناصر فوج حرس بيروت على مساعدة السكان في نقل أغراضهم".

سخط وغضب

"النهار" قصدت المبنى الذي تحوّل بين ليلة وضحاها إلى محور اهتمام الإعلام واللبنانيين. الطريق المؤدية إليه مقطوعة بمركبة لفوج حرس بيروت لتأمين إخراج ما تبقى من أمتعة وغيرها، وعلى جانبي الرصيف وقف من تبقى من سكّانه "السابقين" وإلى جانبهم أمتعتهم بانتظار نقلها إلى الوجهة المقدّرة لهم. على مدخل كاراج المبنى المقابل افترشت بدرية حمود من ريف حلب الأرض وإلى جانبها جارتان وعدد من أولادهن إضافة إلى فرش غرفهن، وفي حديث معها، عبّرت عن سخطها لما حصل، مؤكدة أنها لم تتلقّ أي إنذار بالإخلاء، وأضافت "منذ سنتين ونصف السنة قدمت إلى هنا. استأجرنا غرفة ومنافعها مقابل 400 دولار، نحن تسعة أشخاص. فجأة وجدنا أنفسنا في العراء".

في حين قالت جارتها سناء: "ما حصل لا يمتّ الى الإنسانية بصلة، أنا الأخرى من ريف حلب، أسكن مع شقيقي وولدي وابنة شقيقتي في غرفة إيجارها 200 دولار كون الحمام مشتركاً مع الجيران. في الأمس قرع الباب وطلب منا المغادرة، لنتهجّر من جديد ونرقد ليلتنا عند أقاربنا. وها نحن اليوم في حيرة من أمرنا على مستقبلنا والسقف الجديد الذي سيؤوينا. وعما حُكي عن أعمال دعارة وأصوات مرتفعة تقلق الجيران، أجابت: "هذا هراء، ففي المبنى عائلات، وشبان يعملون في النهار وينتظرون الليل كي يرقدون بسلام".



"كامل من شرق حلب مستأجر منذ خمس سنوات غرفة مقابل 200 دولار في الشهر من شخص يدعى علاء، يعرّف عن نفسه بأنه مستثمر المبنى"، بحسب ما قاله لـ"النهار" قبل أن يضيف " تمّ إخلاؤنا صباح أمس من دون السماح لنا سوى أخذ أوراقنا الثبوتية. تناولنا طعام الافطار على الطريق وبعدها سمح لنا بإنزال أغراضنا"، لافتا الى أنه "كنت أسكن مع زوجتي وأربع بنات، اثنتان منهن متزوجات ولديهما طفلتان، وقد اضطررنا بعد الذي جرى أن نمضي الليل في منزل أحد أصهرتي"، أما ريكا من بنغلاديش، فقالت: "كنت في عملي عندما تمّ طرد السكان، صُدمت بالأمر، لا بل لم استطع ان أتابع رزقي ليلاً وأقصد عملي من جديد لأني وجدت نفسي في وضع لم أتوقعه".


إرتياح أبناء المنطقة

من جانب آخر، عبّر أبناء المنطقة عن ارتياحهم لخطوة إخلاء المبنى، منهم رفعت يمّوت الذي كان يجلس أمام محل للمفروشات مقابل للمبنى حيث قال: "الروائح التي تفوح من المبنى تشكل إزعاجاً لجميع أبناء المنطقة، كما أن أعداداً لا تحصى من الأشخاص يسكنون أربع طبقات لا تتحمّل كل هؤلاء الناس، لا بل كل يوم نتفاجأ بوجوه جديده، لا نعرف من أي جنسيات بسبب كثرتها". في حين قال معتصم يموت "منذ سبع سنوات ونحن نشعر بالضيق من الغرباء، نحمد الله أن البلدية اتخذت خطوة إخلائهم"، كما عبّر سامر عن سعادته وعدم تصديقه أن الشارع الذي يسكنه بات خالياً من الغرباء، حيث لفت إلى أنه "كان يجب أن تُتخذ هذه الخطوة منذ سنوات، وعلى الرغم من أنها أتت متأخرة لكن خيراً من ألاّ تأتي".


أما أحمد فقال: "هؤلاء كانوا مقيمين بشكل غير شرعي، لا بل ما زاد الطين بلّة افتتاح بعضهم مصنع حلوى غير قانوني وغير صحّي. نحن لسنا عنصريين لكن الذي يده بالنار هو وحده من يشعر بالألم، لذلك نرفض كل الاتهامات التي توجه لمن يرفض بقاءهم بأنهم عنصريون، نحن إنسانيون إلى أبعد الحدود لكن لا يقبل عاقل أن يعيش هذا الكمّ من الناس في مبنى بهذا الحجم، من دون المحافظة على النظافة، كما أننا لسنا مضطرين أن نعيش بجوار مئات الاشخاص من دون أن نعرف خلفياتهم وجنسياتهم وأخلاقهم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم