كاتب سيرة نيكسون يقارن بين فضيحة ووترغيت وفضائح ترامب

بما أن المحقق الخاص روبرت مولر رفض "استخلاص استنتاجات نهائية حول سلوك الرئيس". لذا ينبغي على الديموقراطيين في مجلس النواب أن يُقرروا الآن كيف سيردّون على رئيس لا يحترم سيادة القانون، وفق ما أظهره تقرير مولر بوضوح. وقد قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنها تريد مواصلة التحقيقات حول الرئيس من دون السعي بالضرورة إلى توجيه اتهامات إليه بهدف عزله. ودعا ديموقراطيون آخرون، منهم المرشحتان للرئاسة كامالا هاريس وإليزابيث وارن، إلى المباشرة فوراً بإجراءات توجيه الاتهام إليه بهدف عزله.المرة الأخيرة التي حاول فيها مجلس نواب ديموقراطي توجيه اتهامات لرئيس جمهوري أمام القضاء كانت في عهد نيكسون؛ بالطبع استقال ريتشارد نيكسون قبل وصول الآلية إلى خواتيمها. لمناقشة تلك الآلية، والدروس التي يمكن أن نستمدّها منها في سياق النقاش الراهن، تحدثت هاتفياً مع جون أ. فاريل، مؤلّف "ريتشارد نيكسون: حياته" (Richard Nixon: The Life)، فضلاً عن سيرة حياة محامي الدفاع الجنائي الشهير كلارنس دارو، وسيرة حياة رئيس مجلس النواب الديموقراطي سابقاً تيب أونيل، الذي كان زعيم الأكثرية في مجلس النواب خلال فضيحة "ووترغيت"، ثم أصبح رئيساً لمجلس النواب طوال عقدٍ من الزمن. في حديثنا، الذي جرى تنقيحه توخّياً للإيجاز والوضوح، تطرقنا إلى نقاط التشابه بين سنوات نيكسون والمرحلة الراهنة، والأسباب التي ربما تدفع بيلوسي إلى أن تتبنّى، عن وعيٍ وإدراك، استراتيجيا الديموقراطيين في قضية ووترغيت، وتحدثنا عما إذا كان مستشارو ترامب قد أنقذوه من الخطأ الأكبر الذي ارتكبه نيكسون. هل كانت هناك في فضيحة ووترغيت لحظة مشابهة للحظة الراهنة، لناحية موقف الديموقراطيين جوهرياً وسياسياً؟- أجل، كانت تلك اللحظة على الأرجح في خريف 1973، قبل أن تؤدّي أحداث ما يُعرَف بـ"مجزرة ليل السبت" إلى اشتعال النيران في كل مكان. كانت "لجنة ووترغيت" بقيادة الديموقراطيين قد أمضت الصيف بكامله في استدعاء المحيطين بنيكسون إلى مقرّ الكونغرس، وكانت قد نقّبت وكشفت عن أمور كثيرة، لا سيما ما جاء في إفادة جون دين الذي قال: "نعم، الرئيس عرقل العدالة". لكن البلاد كانت بانتظار الحصول على دليل دامغ، وكان الأميركيون قد أعادوا للتو انتخاب نيكسون لولاية جديدة بأكثرية ساحقة من الأصوات سجّلت مستوى تاريخياً، وقد ساورتهم شكوك، ربما عن حق، بأن الديموقراطيين يسعون إلى تصفية أحقاد قديمة، كي يحسموا في الكونغرس ما لم يتمكنوا من حسمه في صناديق الاقتراع. إذاً وقعت أمور كثيرة في أيلول وتشرين الأول 1973. استقال سبيرو آنيو. واندلعت حرب بين العرب والإسرائيليين. غير أن استطلاعات الرأي العام أظهرت أنه لا يزال هناك تردّدٌ شديد بشأن "ووترغيت"، وأن أغلبية كبيرة من الأشخاص كانت لديها مخاوف...