سراب التمكين... كيف يضمن "داعش" اندفاع مقاتليه نحو "النار" كالفراشات؟

في نهايات العام 2017 توقع الكثير من الكتاب والمحللين أن حلم داعش في أرض التمكين قد تلاشى إلى الأبد، بعدما خسر التنظيم الجهادي عشرات الآلاف من عناصره، ومساحات شاسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها. وبدت هذه التوقعات مقنعة أكثر، بعدما فقد داعش آخر جيب له في مدينة الباغوز السورية قبل أسابيع.لكن، في العدد الأخير (رقم 180) من جريدته الرسمية "النبأ" عاد التنظيم وتحدث بحماس وإصرار عن حلم التمكين، مستغلاً أول ظهور لمؤسسه أبو بكر البغدادي منذ العام 2014. واعتبر "داعش" في أحد مقالاته في هذا العدد أن التمكين لا يأتي إلا بـ" بالأشلاء والدماء، والأسر والكسر والبتر، والهجرة والتهجير"، محفزاً مقاتليه على الاندفاع بقوة جنونية نحو السراب ليحترقوا مثل الفراشات التي تظن النار نورا فتندفع نحوها، حتى تحترق بلهيبها وتواجه لحظة الحقيقة الصادمة. ويشير بعض التقديرات غير الرسمية إلى أن قرابة 100 ألف داعشي لقوا حتفهم خلال السنوات الأربع الأخيرة. وكان قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال في حينه ليموند توماس أعلن في منتصف العام 2017 تقديرات تشير إلى مقتل ما بين 60 إلى 70 ألف عنصر من داعش خلال الهجمات العسكرية التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على معاقل التنظيم بسوريا والعراق.وبينما تستمر آلة الموت في حصد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال اندفاعهم نحو السراب، إلا أن التنظيم يبدو قادرا...