الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بطرس البستاني في مئوية ميلاده الثانية عون: نحتاج لفكر المعلم المتنوّر والرؤيوي

بطرس البستاني في مئوية ميلاده الثانية عون: نحتاج لفكر المعلم المتنوّر والرؤيوي
بطرس البستاني في مئوية ميلاده الثانية عون: نحتاج لفكر المعلم المتنوّر والرؤيوي
A+ A-

جمعت احتفالية الذكرى المئوية الثانية لميلاد المعلم بطرس البستاني، كل أركان الدولة. وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي رعى الاحتفال مساء الأربعاء في سي سايد ارينا، ان "المعلم بطرس البستاني، ما زال مدرسة وطنية مشرقية عربية أممية، وقيمة خالدة". الاحتفال الذي أقيم بدعوة من جمعية المعلم بطرس البستاني والهيئة الوطنية لاحياء ميلاده، حضره إلى عون، رئيسا مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، وعدد من الوزراء والنواب وممثلي قادة سياسيين وسفراء ورجال دين وشخصيات. وكرِم خلاله عدد من رموز الصحافة ونهضة المرأة والتعليم والفكر التنويري. وقال عون في كلمته إن البستاني كان طليعيا في فكره السياسي والوطني والاجتماعي، ومن رواد الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، معتبرا أن أمتنا تحتاج إليه كي يزرع فيها غرس الحوار والتسامح والانفتاح واحترام حقوق الانسان.

أضاف ان البستاني سعى الى تحرير المرأة والعبور بها من أزمنة الذل والقهر، إلى فسحة المساواة والعصرنة، وجعل من الصحف والجمعيات الفكرية، التي كان من مؤسسيها منبرا لنشر هذا الفكر الرؤيوي المتنور. ودعا الجيل الجديد إلى الاستلهام من المعلم بطرس البستاني تحديثه للغة العربية، وحب المعرفة، والثقافة، وتوسيع أطر الفكر، وتنمية الحس النقدي والمصداقية في الإعلام، والتجرد في التعليم، وشغف التعلم، كي يبقى المعلم البستاني نابضا في حضارتنا، ومدارسنا، وثقافتنا، وخالدا في وجدان الوطن.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقى النائب فريد البستاني كلمة، تحدث فيها عن المعلم بطرس البستاني، "الذي حرص على توقيع مقالاته باسم محب للوطن، وإعلاء لشأن الحرف واللغة، وقد وهبها المعلم عمره وعقله وروحه، فصار بحق، أحد آباء عصرنة اللغة العربية، وإدخال علوم الموسوعية إليها وإعلاء لشأن المرأة، حتى تحول بمعرفة أقرانه أبا للتنوير".

وبعد فيلم عن السيرة الذاتية للمعلم، ألقى وزير الثقافة محمد داود كلمة رأى فيها أن "فضل البستاني على لبنان كبير". وأعلن عن مساهمة وزارة الثقافة بواجب تكريم هذا العالم الكبير، من خلال استحداث جناح خاص في المكتبة الوطنية، يحتضن أعمال المعلم، إلى وثائق ولوحات فنية، إضافة إلى إطلاق تنويه رسمي سنوي يحمل اسم "جائزة المعلم بطرس البستاني للابداع".

وبعدما أدت الفنانة باسكال صقر أغنية "بطرس الحرف"، شعر حبيب يونس، ولحن الأب البروفسور إيلي كسرواني، تحدث وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، فقال "ما أحوجنا اليوم، إلى مفكر رؤيوي كالمعلم بطرس، ما أحوجنا إلى نفير سوريا جديد، يجمع الشعب السوري الشقيق، ويحقق له أحلامه في حل سياسي، وفي حكم ديموقراطي عادل". أضاف: "أما نحن في التربية فسنكون أوفياء. سنولي المدرسة الوطنية، كما سماها كل الاهتمام، لأن التعليم الرسمي هو الملاذ لكل اللبنانيين، كمنهل للعلم، ومصنع للوحدة".

وأدى الفنان جهاد الأطرش والشاعر حبيب يونس، مشهدية محاكاة المعلم بطرس البستاني، ثم ألقى الفرزلي كلمة وصف فيها المعلم بـ"أب التنوير، وهو صاحب مشروع متكامل للنهضة ورؤية مستقبلية للوطن"، وقال: "في عيدك المئتين جئنا، فجاء الشرق وجاء الغرب. لا تسأل العلوم عن الأوطان. فقلت: لا، أنا ابن لغة الضاد في هذا الشرق. وأنا ابن وطن الحرف ووطن الحرف لبناني، أنا بطرس معلما، وأنا البستاني دوحة. فقم أيها الشرق موحدا، وحقق ما فات من الأماني".

وفي الختام تم تكريم الرموز والقادة، الذين جسدوا بمسارهم نهج المعلم بطرس البستاني، فقدم الفرزلي وشهيب وداود والنائب البستاني، دروعا تكريمية للبطريرك صفير عن "دوره الوطني الجامع ودوره في المصالحات الكبرى" تسلمه المطران بولس مطر، وللمفكر والمعلم الراحل كمال جنبلاط عن "دوره الوطني الكبير وإرثه الكبير"، تسلمته ابنته داليا ممثلة والدها وليد جنبلاط، ولعميد الصحافة اللبنانية والنائب والوزير لمرات عديدة النهضوي الراحل غسان تويني تسلمته رئيسة تحرير صحيفة النهار نايلة تويني، وللدكتورة هدى زريق وهي أول عميدة لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، وأخيرا درع تكريمية للصحافة اللبنانية ومحرريها للنقيب الراحل ملحم كرم تسلمها نجله ثائر. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم