الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

حرب باردة جديدة لكن مع الصين... من هم أبرز روّادها في واشنطن؟

المصدر: "واشنطن بوست"
"النهار"
A+ A-

صراع وجوديّ

تشمل قيادة "اللجنة حول الخطر الحاليّ: الصين" المسؤول في إدارة رونالد ريغان فرانك غافني وكبير المخططين الاستراتيجيين السابق في الإدارة الحالية ستيف بانون ومسؤولين استخباريين. يدق هؤلاء المسؤولون جرس الإنذار حول التهديد الصيني ويؤطّرون العلاقات الأميركيّة-الصينيّة على أنّها صراع وجوديّ بين حضارتين تملكان خططاً متعارضة ولا يمكن مواءمتها، للنظام العالمي. وفقاً لهذه المجموعة الجديدة، لا تملك الولايات المتحدة خياراً سوى احتواء وفي النهاية إنهاء حكم الحزب الشيوعيّ الصينيّ كمهمة أولى للسياسة الخارجيّة الأميركيّة – وبشكل جوهريّ عبر الانخراط في حرب باردة جديدة.

يُتّهم غافني غالباً بأنّه صاحب نظريّة مؤامرة ضدّ المسلمين. وبانون هو بلا خجل بطل شعبويّة اليمين المتطرف داخل الولايات المتحدة وفي الخارج فيما كلاهما مؤيّد بشدّة للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب. في أوّل اجتماع لصناعة السياسة الثلاثاء الماضي، أشار غافني إلى تاريخ اللجنة التي خاضت حملة ضدّ الشيوعيّة في الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي. وقال غافني: "في تلك اللحظة بالتحديد، كان هنالك شيء يُدعى إمبراطوريّة الشرّ" مضيفاً أنّ اللجنة ساعدت في تشكيل سياسة وطنيّة أسقطت في الوقت المناسب نظاماً شيوعيّاً توتاليتاريّاً سعى إلى تدمير هذا البلد واستعباد سائر العالم". وأوضح غافني أنّ هذا النموذج هو ما تحاول اللجنة الجديدة محاكاته.


"عالم يجب أن نواجهه"

من جهته، أعلن رئيس مجلس النوّاب السابق نيوت غينغريتش خلال الاجتماع أنّه "إذا رسمتم المقارنة مع الحرب الباردة، فنحن الآن بالضبط في اللحظة التي سبقت مباشرة كتابة (الديبلوماسيّ الأميركيّ جورج) كينان التيليغرام الطويل (تحليل مطوّل عن الأسباب التي توجب تحرّك واشنطن لاحتواء الاتّحاد السوفياتيّ كُتب سنة 1946)". وأضاف: "لم نحصل على جرس تنبيه، لا نفهم ما هي المشكلة، لا نفهم حجم الاستجابة التي يجب أن تكون. ونحن نخسر".

الفكرة في أنّ الولايات المتّحدة والصين منخرطتان في صراع قوى عظيمة لتحقيق الهيمنة الدوليّة ليست جديدة. نائب الرئيس الأميركيّ مايك بنس قال لروغين في تشرين الثاني الماضي إنّ هنالك احتمالاً حقيقياً في دخول حرب باردة جديدة وإنّه يجب على الصين تغيير سلوكها لتفادي هذا السيناريو. وكرّر كثر هذه المقاربة منذ ذلك الحين. ويوم الثلاثاء، تحدّث وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان إلى "فوكس نيوز" قائلاً إنّ الصين هي التهديد رقم واحد للولايات المتّحدة، اقتصاديّاً وديبلوماسيّاً وعسكريّاً، مضيفاً: "إنّه عالم يجب أن نواجهه".


مبادئ توجيهيّة

تأخذ هذه اللجنة الفكرة إلى مستوى جديد من جانبين. تكمن الأولى في أنّها تدعو إلى فك ارتباط واسع مع الصين في مسائل اقتصاديّة وديبلوماسيّة رافضة في الأساس فكرة التفاوض حول تسوية مع النظام الحاليّ في بيجينغ. وهذا ما يؤكّده أحد المبادئ التوجيهيّة للّجنة: "لا أمل في التعايش مع الصين طالما أنّ الحزب الشيوعيّ يحكم البلاد". أمّا الجانب الثاني فيرتبط بطبيعة هذه اللجنة. على الموقع الإلكتروني، تعرّف المجموعة نفسها على أنّها "غير حزبيّة" وتشير إلى أنّها "لا تتّخذ وجهة نظر عقيديّة" وتسعى فقط إلى تفحّص مبنيّ على الوقائع لتعليم الشعب الأميركيّ. لكن لم يستطع عدد من المتكلّمين مقاومة إقحام أجنداتهم السياسيّة في الموضوع.

ألقى غينغريتش اللوم في غياب الوعي العام حول التهديد الصينيّ على "الطبيعة الصبيانيّة للإعلام الإخباريّ الحاليّ" وعلى "اليسار الأكاديميّ". ووعد أيضاً بإعادة إحياء جهود لجنة خاصّة تمّ تشكيلها أواسط القرن الماضي للتخلّصمن المتعاطفين مع الفاشيّة والشيوعيّة. وكان لبانون كلمة رئيسيّة انتقد فيها "النخبة العالمية" و "حزب دافوس" لدعمه نظام شي جينبيغ مشيراً إلى أنّ ثورة ترامب الشعبويّة والمناهضة للمؤسّسة هي جزء من الردّ الأميركيّ على التهديد الصينيّ. وقال: "ما يعزّزه دونالد ترامب هو النظام الوستفاليّ. هذان نظامان لا يتطابقان. سيربح طرف، سيخسر طرف".


"المخاطر عظيمة جداً"

تحدّث مشرّعان جمهوريّان خلال الحدث: السيناتور تيد كروز والنائب كريس ستيورات. لكن لم يكن هنالك ديموقراطيّون. شدّد البروفسور المساعد في مدرسة ليندون جونسون للشؤون العامّة التابعة لجامعة تكساس جوشوا أيزنمان على أنّه إذا كانت اللجنة محقة بأنّ هذا هو أهمّ تهديد تواجهه الولايات المتحدة، فالمطلوب مقاربة أكثر إشراكاً للحزبين. وقال أيزنمان الذي حضر الحدث: "المتحدّثون محقّون في أنّ هذه ‘معركة أنظمة‘ وفي أنّ الصين هي خصم الولايات المتّحدة الأساسيّ وتهديد للنظام الليبيراليّ الدوليّ. لكن هذا بالتحديد هو سبب وجوب مقاومتنا الإلحاح في تسييس سياستنا الصينيّة، وعوضاً عن ذلك، بناء تحالف حزبيّ ثنائيّ واسع في الداخل لمواجهة تدخّل الصين وتحالف دوليّ لتقييدها في الخارج".

يرى روغين أنّ اللجنة محقّة في دقّ جرس الإنذار وعلى أعضائها القيام بمساهمات حقيقيّة في هذه الإطار لكنّه يشير أنّ هنالك حاجة في وجود نقاش وطنيّ شامل وتنظيم ردّ استراتيجيّ شامل ومنسّق. وأضاف أنّ هنالك الكثير ممّا هو على المحك وأنّ المخاطر عظيمة جداً إذا تمّ اعتماد ما هو أقلّ من ذلك.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم