ترامب بين إرهاب العنصريين البيض والجهاديين

الهجوم الارهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا الجمعة وتسبب بمقتل 50 مصلياً هزّ الأوساط السياسية في واشنطن والمجتمع المدني الاميركي وسارع معظم السياسيين والمعلقين الاميركيين الى التنديد به وبأيديولوجية تفوق العنصر الابيض التي يؤمن بها الاوسترالي برينتون تارانت الذي ارتكب المجزرة، الا ان الرئيس دونالد ترامب لم يكن بينهم.رد الفعل الاولي لترامب كان فاتراً جداً، وجاء في تغريدة يتيمة وخالية من أي مشاعر حقيقية: "تعاطفي الحار وأطيب تمنياتي لشعب نيوزيلندا، بعد المجزرة الرهيبة في المسجدين. 49 انساناً بريئاً توفوا من دون مغزى، واصابة الكثير بجروح بالغة". وعرض ترامب خدمات الولايات المتحدة لنيوزيلندا. لكنه لم يتطرق في تغريداته أو تصريحاته لاحقاً الى الطابع الإرهابي للهجوم، او الى عنصرية القاتل. كما لم يحذر من التعرض للمسلمين الاميركيين، الذين اضطروا في ولايات عدة الى الامتناع عن المشاركة في صلاة الجمعة. أما البيت الابيض، فكان أكثر وضوحاً، اذ صرحت الناطقة باسمه سارة ساندرز بان الولايات المتحدة "تدين بقوة" الهجوم.واثار ترامب سخط الكثير من الأميركيين واستهجانهم لأنه بدا خلال لقائه الصحافيين الجمعة وكأنه "يبرئ" ايديولوجية تفوق العنصر الابيض عندما قلّل شأن خطرها في أميركا والعالم. فقد سئل عما اذا كان يوافق على الطرح القائل بأن القومية البيضاء العنصرية تزداد انتشاراً في العالم، فأجاب وكأنه يناقش مسألة عادية جداً: "لا أعتقد ذلك حقيقة. أعتقد ان هناك مجموعة صغيرة من الناس تعاني مشاكل جدية، جدية". رد فاتر ما فعله ترامب وما قاله السبت والاحد ارتقى الى مستوى الفضيحة الأخلاقية، وأدى الى اتهام بعض...