"الحزب" والفساد: محاذير الاندفاع الأحادي

تُجمع مصادر سياسية على ان المقاربات التي أُجريت وتُجرى لموضوع معالجة الفساد يمكن ان تدخل البلاد في معارك سياسية نتيجة المزايدات الشعبوية والعبثية الجارية والتي ليس من شأنها ان تقنع الخارج بان لبنان يسلك فعلاً طريق مكافحة الفساد في وقت يمكن ان يثير اشكالات خطيرة وكبيرة في البلد. وفي الوقت الذي ترى بعض هذه المصادر ان هناك خطورة تكمن في مسار يذكّر اللبنانيين بأيام الرئيس اميل لحود والاتجاه الى فتح ملفات من دون اخرى في ظل الاضطرار الى ايجاد كبش محرقة قد يكون بريئا أو لا، فان المقاربة التي اعتمدها "حزب الله" والتي توَّجها بخطاب لأمينه العام السيد حسن نصرالله في هذا الاطار، رسمت علامات استفهام بعيدة المدى. اولاً في ما تحدث عنه السيد نصرالله من ان مسألة مكافحة الفساد وجودية بالنسبة الى الحزب. فحين تتطيف الامور وتصبح مرتبطة بطوائف ومذاهب، فان لا نتائج يمكن ان تُنتظر من ذلك لان اي فريق او طائفة تشعر بالاستهداف ويصبح الموضوع وجودياً وتتغير طبيعة المعارك واهدافها. وفي ما يتعلق بالحزب بالذات والمسار الانقلابي الذي قاده منذ ما بعد 2005 حتى الآن وصولاً اخيراً الى فرض قانون الانتخاب الذي يريد والذي حصد بنتيجته اكثرية مؤثرة في مجلس النواب من اجل انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة كما في اقرار القوانين، فان ثمة...