الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"حراك 8 مارس" في الجزائر: حشود كبيرة تظاهرت ضدّ بوتفليقة، و"نحن ملايين"

المصدر: "أ ف ب"
"حراك 8 مارس" في الجزائر: حشود كبيرة تظاهرت ضدّ بوتفليقة، و"نحن ملايين"
"حراك 8 مارس" في الجزائر: حشود كبيرة تظاهرت ضدّ بوتفليقة، و"نحن ملايين"
A+ A-

تظاهرت حشود كبيرة في العاصمة الجزائرية، في الجمعة الثالث على التوالي، رفضا لترشح الرئيس #عبد_العزيز_بوتفليقة لولاية خامسة، رغم تحذير الاخير الخميس من "فوضى" و"فتنة"، ما يؤشر الى رفضه التراجع عن ترشحه.

وبدت التعبئة التي يصعب تعدادها بالارقام، أكبر من تظاهرات يومي الجمعة السابقين في العاصمة الجزائرية.

وغصّت ساحة البريد الكبرى وسط العاصمة بالحشود، وكذلك أحد المحاور الرئيسية الموصلة اليها والشوارع الكبيرة المجاورة.

وتزامنت الاحتجاجات مع إحياء اليوم العالمي للمرأة. وشاركت نساء كثيرات من مختلف الاعمار في التجمع الذي هتف المشاركون فيه بهدوء: "نظام مجرم"، و"لا عهدة خامسة يا بوتفليقة".

وكتب على لافتة لوحت بها متظاهرة: "لديهم الملايين (من الاموال)، ونحن ملايين".

وازداد الحشد بعد أداء صلاة الجمعة.

ولم يبلغ عن أي حادث. واكتفى عناصر الشرطة المنتشرون بكثافة بمراقبة الحشد، وذلك قبل أن تبدأ شاحنات في الساحة الانسحاب منها.

وعند كل مرور لمروحية الامن فوق الحشد، كان المحتجون يطلقون صيحات استهجان، ويصفرون، ملوحين بالعلم الجزائري.

وحصلت غالبية التظاهرات السابقة في شكل سلمي وبلا حوادث، باستثناء بعض المواجهات بين مجموعات صغيرة وقوات الأمن.

كذلك، نظمت تظاهرات أخرى، سلمية أيضا، في باقي أنحاء البلاد، خصوصا في وهران (شرقا)، وقسنطينة (غربا) ثاني وثالث أكبر مدن الجزائر، وفقا لموقع "كل شيء عن الجزائر" الاخباري الذي تحدث عن تظاهرة كبيرة أيضا في بجاية بمنطقة القبايل.

وبدا أن الجزائريين لم يهتموا كثيرا بالرسالة التي وجهها اليهم بوتفليقة (82 عاما) الخميس، علما انه موجود في سويسرا منذ عشرة أيام لإجراء "فحوص دورية" من دون إعلان موعد عودته.

وتم اليوم توقيف رجل الاعمال والمعارض رشيد نكاز في المستشفى الذي يرقد فيه بوتفليقة بجنيف.

وكان بوتفليقة حذر في رسالة الخميس، في مناسبة اليوم العالمي للمرأة، من "الفتنة" و"الفوضى". ودعا في رسالته إلى "الحذر والحيطة من اختراق أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية هذا التعبير السلمي (...) بما قد يؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".

وتعني الرسالة عمليا أن رئيس الدولة الذي يعاني تداعيات جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، لا ينوي التخلي عن الترشح لولاية خامسة في انتخابات 18 نيسان.

لكن لا يبدو أيضا أن المحتجين ينوون التراجع عن مطالبهم، رغم تحذيرات بوتفليقة الذي يعتبر أنصاره أنه الضامن للسلم الاجتماعي ومنقذ البلاد من "العشرية السوداء" (1992-2002)، ومن موجة اضطرابات ما عرف بـ"الربيع العربي".

وهي مخاطر ذكّر بها مرارا المعسكر الرئاسي، منذ أن بدأت حركة الاحتجاج التي لا سابق لها ضد بوتفليقة منذ انتخابه رئيسا عام 1999.

وقال سائق سيارة أجرة مساء الخميس إن القادة "لن يتراجعوا بسهولة، لكننا لن نتراجع أيضا".

ويتحدث جزائريون علنا وبكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الاحتجاج ونفاد صبرهم.

وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ "حراك_8_مارس" في الأيام الاخيرة، والداعي الى تعبئة كبيرة في كل المناطق الجزائرية.

كذلك، انتشرت عبر الإنترنت "التوصيات الـ18 لمتظاهري الثامن من مارس (آذار)"، والتي تؤكد الطابع السلمي للتظاهر، وتدعو المحتجين الى جعل يوم الجمعة "يوم احتفال"، والتزود "بالمحبة والإيمان والأعلام الجزائرية والورود".

وبين هذه التوصيات التي وضعها الشاعر والكاتب لزهاري لبتر، "سلميا وبهدوء سأسير"، و"لن أرد على أي استفزاز"، و"سأعزل المخربين وأسلمهم الى الشرطة"، و"لن أرمي حجارة واحدة، ولن أكسر زجاجا واحدا"، و"بعد المسيرة (...) سأنظف" الشوارع.

كذلك، تمّ عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنظيم مجموعات "الشارات الخضر" المؤلفة من متطوعين يتولون على الأرض توجيه المحتجين وتأطيرهم، لتجنّب كل تدافع وتقديم الإسعافات الأولية، خصوصا في حال إطلاق غاز مسيل للدموع، ثم تنظيف الشوارع بعد التظاهرات.

وفي بعض الأحياء على مشارف العاصمة، نظم أصحاب سيارات عمليات نقل لمن يرغبون في التظاهر وسط العاصمة، بسبب توقف عمل بعض خطوط المترو والترامواي اليوم.

وقالت سميرة كادا، عبر "الفايسبوك": "نريد أن يكون هذا الجمعة الثامن من مارس (آذار) يوم احتفال. ارتدوا أجمل ثيابكم، وكونوا جميلين من اجل الجزائر كي تفخر بأبنائها".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم