الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قصف مدفعي وغارات جوية تستهدف آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا

قصف مدفعي وغارات جوية تستهدف آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا
قصف مدفعي وغارات جوية تستهدف آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا
A+ A-

واصلت قوات سوريا الديموقراطية الأحد هجومها على الجيب الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في الباغوز في شرق سوريا، مدعومة بضربات جوية من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على أمل القضاء على هذا الجيب وإعلان إنتهاء دولة "الخلافة".

وبدأ تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من واشنطن الجمعة هجومه الأخير على الجهاديين الرافضين للاستسلام في بلدة الباغوز بعد انتهاء عمليات إجلاء آلاف الأشخاص، غالبيتهم من نساء وأطفال المقاتلين.

وبات مسلحو التنظيم الجهادي محاصرين في بقعة صغيرة من البلدة بعدما كان يسيطر في العام 2014 على مساحات واسعة من سوريا والعراق المجاور.

وقال القائد الميداني في قوات سوريا الديموقراطية رستم حسكة لفرانس برس الاحد، "تدور اشتباكات هي الأعنف التي نشهدها هنا". وأكد أن "الدواعش المحاصرين في هذه المساحة الضيقة يرفضون الاستسلام وغالبيتهم من المهاجرين، بينهم فرنسيون ومن جنسيات أخرى".

وأضاف "يقاتلون بشراسة ويستخدمون كافة الوسائل من سيارات مفخخة وانتحاريين".

واستهدفت قوات سوريا الديموقراطية بحسب حسكة "مستودعات ذخيرة عدة وسيطرت على نقاط مختلفة".

وعلى بعد 400 متر من خطوط الجبهة الأمامية، سمع صحافي في وكالة فرانس برس صباح الأحد أصوات رشاقات نارية ودوي قصف مدفعي كثيف وغارات جوية، ما يؤشّر إلى استئناف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضرباته على التنظيم المتطرف.

وتصاعد دخان أسود كثيف وسُمع دوي انفجارات قوية بعد غارة جوية استهدفت مخيماً سكنياً قرب نهر الفرات.

وعلى سطح مبنى مجاور لساحة المعركة، شرح قائد ميداني آخر لفرانس برس أن مقاتلي "داعش طُردوا من القسم الأكبر من المخيّم، ولم يبقَ تحت سيطرتهم إلا ما تبقى من المخيم بالإضافة إلى جزء من بلدة الباغوز".

وأضاف "ثمة أنفاق تحت الأرض. لا نعرف طول هذه الأنفاق. لا نعرف عدد عناصر داعش المتبقين في الداخل" مشيراً إلى أنهم "محاصرون بالكامل".

وأكد أنهم "زرعوا الكثير من الألغام في المنازل وعلى الطرق".

داخل الباغوز، واصلت قوات سوريا الديموقراطية عملياتها العسكرية خلال الليل.

على إحدى تلال الباغوز الواقعة على بعد 800 متر من الجبهة الأمامية، كان حسكة ليل السبت الأحد ينسّق الضربات ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.

يتلقى حسكة بواسطة جهاز اتصال لاسلكي معلومات حول أحد مواقع التنظيم على بعد كيلومتر واحد. فيستخدم جهازاً لوحياً إلكترونياً لنقل إحداثيات موقع الجهاديين وفقاً لنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) ويطلب شنّ غارة جوية، وسرعان ما يُسمع هدير مقاتلة أميركية تحلق في السماء.

ما هي إلا دقائق حتى يرفع حسكة عينيه عن الجهاز ويقول مبتسماً "موقع داعش، انتهى".

ويضيف باللغة الكردية "منذ استئناف المعارك، تمكنا من استعادة 13 الى 14 موقعاً" من التنظيم، متابعا "يستخدم الجهاديون عددا كبيرا من الانتحاريين وخصوصاً نساء. نحن في مواجهة عدو يشنّ هجمات ضدنا عبر سيارات ودراجات نارية أو هوائية مفخخة".

ويقول "نحن نسمع محادثاتهم، وتبادلاتهم عبر (ترددات) الراديو، نسمعهم يتحدثون خصوصا باللغة الروسية".

وأكدت عائلات فرنسية عديدة تواصل معها صحافي في وكالة فرانس برس أن نساء وأطفالا لا يزالون داخل جيب التنظيم المتطرف.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، خرج نحو 53 ألف شخص منذ كانون الأول من مناطق سيطرة التنظيم واعتقلت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد الخارجين.

ومنذ 20 شباط ، أجلت قوات سوريا الديموقراطية الآلاف، غالبيتهم من عائلات المقاتلين وبينهم عدد كبير من الأجانب، وأخضعتهم لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم في نقطة فرز استحدثتها على بعد أكثر من عشرين كيلومتراً قرب الباغوز.

وتمّ نقل النساء والأطفال إلى مخيم الهول شمالاً، بينما أُرسل الرجال المشتبه بأنهم جهاديون إلى مراكز اعتقال للتوسع في التحقيق معهم.

ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة وانتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف.

وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين السبت "نستطيع أن نقول إن الخلافة الإسلامية تنتهي جغرافيا بانتهاء سيطرتها على بلدة الباغوز، لكنها لم تنتهِ ايديولوجياً وفكرياً ومن ناحية الخلايا النائمة".

وتشكل المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية حالياً إحدى الجبهات الرئيسية في النزاع السوري الذي أسفر عن أكثر من 360 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين منذ العام 2011.

ومُني التنظيم الذي أعلن في 2014 إقامة "خلافة اسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبيرة خلال العامين الأخيرين بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة، وأصدر مناهجه الدراسية وعملته الخاصة وجنى ضرائب من المواطنين.

وعلى صعيد منفصل، قُتل 33 عنصرا من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها الأحد في هجمات نفذّها جهاديون ضد مواقع تابعة للنظام السوري قرب محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم