الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

محافظة إدلب ومحيطها تحت السيطرة الفعلية لـ"تحرير الشام"

محافظة إدلب ومحيطها تحت السيطرة الفعلية لـ"تحرير الشام"
محافظة إدلب ومحيطها تحت السيطرة الفعلية لـ"تحرير الشام"
A+ A-

شددت هيئة تحرير الشام قبضتها على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد اتفاق توصلت إليه مع فصائل مقاتلة أنهى تسعة أيام من المعارك بينهما ونص على "تبعية جميع المناطق" في إدلب ومحيطها لـ"حكومة الإنقاذ" التابعة للهيئة.

وجاء في بيان نشر على حسابات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على مواقع التواصل الاجتماعي "وقّع اتفاق صباح اليوم (الخميس) بين كل من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير (تضم عددا من الفصائل) ينهي النزاع والاقتتال الدائر في المناطق المحررة ويفضي بتبعية جميع المناطق لحكومة الإنقاذ السورية".

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أن الاتفاق "على وقف إطلاق النار بين الطرفين يجعل المنطقة برمتها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام إدارياً".

ومحافظة إدلب هي المحافظة الوحيدة، بالإضافة الى مناطق سيطرة الأكراد، التي لا تزال خارجة عن سيطرة الحكومة السورية. وكانت تتقاسم السيطرة عليها، الى جانب مناطق عند أطراف محافظتي حلب (شمال) وحماه (وسط)، هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة إسلامية وغير إسلامية تجمعت بمعظمها تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تتلقى دعما من تركيا.

وشنّ الجهاديون خلال الأيام الماضية هجوما على الفصائل أتاح لهم التقدم كثيرا على الأرض.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن الهيئة باتت تسيطر على 75 في المئة من إدلب والجوار بعد اتفاق مع حركة أحرار الشام، إحدى أبرز المجموعات في الجبهة الوطنية للتحرير.

وأكد البيان الذي نشر الخميس التوصل الى "وقف فوري لإطلاق النار بين الطرفين مع إزالة جميع المظاهر العسكرية والحشودات والسواتر والحواجز وفتح الطرقات بشكل طبيعي".

كما تم الاتفاق على "إطلاق الموقوفين من الجانبين على خلفية الأحداث الأخيرة"، و"تتبيع المنطقة بشكل كامل من الناحية الإدارية والخدمية لحكومة الإنقاذ".

وكانت أنقرة الداعمة لفصائل مقاتلة معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وموسكو الداعمة للنظام، توصلتا في أيلول الى اتفاق في سوتشي ينص على أن تتولى تركيا العمل على انسحاب هيئة تحرير الشام والسلاح من المنطقة الفاصلة بين إدلب ومناطق النظام، بهدف تجنب عملية عسكرية لقوات النظام في المنطقة. إلا أن الاتفاق لم ينفذ.

وبموجب الاتفاق الموقع اليوم، باتت المناطق التي كانت تسيطر عليها "حركة أحرار الشام" و"صقور الشام"، أبرز مكونات الجبهة الوطنية للتحرير، تحت السيطرة الإدارية لهيئة تحرير الشام. وبين هذه المناطق معرة النعمان وأريحا.

وأكد مدير المكتب الإعلامي للجبهة الوطنية للتحرير أنّ "حركة أحرار الشام" و"صقور الشام" الموجودتين أصلاً في هذه المناطق ستبقيان فيها.

ورأى ناصر هزبر (29 عاماً) من معرة النعمان، وهو ناشط في المجال الإنساني، أن "الاتفاق سيؤثر على حياتنا بشكل كبير جدا". وأضاف "لقد أعطى ذريعة للنظام لدخول المنطقة. الاتفاق هو خيانة لنا، خيانة لدماء الشهداء، خيانة للناس الذين قدّموا روحهم لهذا الثورة".

وتحتفظ مجموعات جهادية أخرى مثل حراس الدين والحزب التركستاني الإسلامي بوجود في منطقة إدلب، لكنها متحالفة مع هيئة تحرير الشام.

وبالنسبة إلى سام هيلر الخبير في مجموعة الأزمات الدولية فإنّ التطورات الأخيرة ستمكّن هيئة تحرير الشام "من تقديم نفسها لتركيا وللآخرين، على أنها المُحاور الرئيسي في كل حلّ غير عسكري لإدلب".

وأضاف هيلر: "ليس واضحاً ما إذا كان نجاح اتفاق سوتشي واستمرار هدنة إدلب (بين النظام والفصائل في إدلب) مرتبطين بتطبيق اتفاق" الخميس.

من جهته قال ناصر هزبر (29 عاماً) وهو ناشط إنساني يعمل مع منظمات المجتمع المدني في معرة النعمان، "من المؤكّد أنّ الاتفاق الذي حصل سيؤثّر على حياتنا بشكل كبير جداً" في إشارة إلى سكان إدلب.

وأضاف في تصريح لفرانس برس أنّ هذا الاتفاق "أعطى ذريعة للنظام لدخول المنطقة".

ويسود القلق نفسه في مدينة بنّش الواقعة إلى الشمال من معرة النعمان. وقال ناصر علوش وهو صاحب محل خردوات يبلغ 48 عاماً إنّ "روسيا والنظام سيأخذان راحتهما عبر ضرب المدينة بشكل عشوائي وتدمير البنية التحتية. وستصبح الحياة صعبة كثيراً (...)".

على جبهة أخرى، تهدد أنقرة بشن هجوم على الأكراد في شمال غرب سوريا.

وأثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيراً عزمه على سحب جنوده من سوريا مخاوف من أن يصبح الأكراد المدعومين من واشنطن، فريسة لتركيا.

وكرّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس من القاهرة تأكيده على أن الانسحاب سيتمّ، لكن من دون أن يحدّد جدولا زمنيا له.

وفي أنقرة حذّر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس من أن بلاده ستشن هجوما في شمال سوريا إذا تأخر الانسحاب الأميركي.

وقال في مقابلة مع شبكة "ان تي في"، "إذا تأخر (الانسحاب) مع أعذار سخيفة لا تعكس الواقع مثل الأتراك سيقتلون الأكراد فسننفذ قرارنا" بشنّ عملية في شمال سوريا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم