الجغرافيا السياسية قد تخذله... إردوغان لم يغضب فقط من كلام بولتون

ردّ الفعل الأوّلي لأنقرة على إعلان ترامب قراره الأساسيّ بالانسحاب أظهر ارتياحاً "حذراً". ولعلّ التعابير الأولى لهذا الارتياح جاءت على لسان الرئيس التركيّ الذي قال إنّ الخطوة الأميركيّة دفعت بلاده إلى "التريّث لبعض الوقت ... كي نرى على الأرض نتيجة القرار الأميركيّ بالانسحاب من سوريا".تريّث ودعوةبالفعل، بدا تريّث الأتراك في محلّه إذ مع انطلاق الأيّام الأولى للسنة الحاليّة، راح ترامب يليّن موقفه مبطئاً سحب جنوده إضافة إلى إطلاق تصريحه عن عدم تحديد جدول زمنيّ لعودة قوّاته. خلال الأيّام التي تلت تغريدة ترامب الشهيرة، حذّر البعض من أنّ تركيا ستكون أوّل المستفيدين من هذا القرار لأنّها ستراه ضوءاً أخضر لشنّ هجومها ضدّ #منبج ومناطق شرق الفرات. لكنّ متابعين آخرين رأوا أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد تفاجأ مثل مستشاري ترامب بالقرار الذي اتّخذه بناء على اتّصال هاتفيّ بينهما. في نهاية المطاف، قد لا يكون الانسحاب الأميركيّ إيجابيّاً بالنسبة إلى أنقرة إلّا إذا كان محدوداً ويؤمّن توازناً دقيقاً بين مصلحتين: إعطاء الجيش التركيّ هامش تحرّك عسكريّ باتّجاه المناطق الكرديّة، وإبقاء واشنطن نفوذاً وازناً يمكّن أنقرة من استخدامه كرافعة في مفاوضاتها مع الروس...