الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رحل العام وبقيت القضايا: المساران السوري واللبناني في المفاوضات مراوحة بين قمتين

المصدر: "النهار"
Bookmark
رحل العام وبقيت القضايا: المساران السوري واللبناني في المفاوضات مراوحة بين قمتين
رحل العام وبقيت القضايا: المساران السوري واللبناني في المفاوضات مراوحة بين قمتين
A+ A-
أصر الوزير الاميركي وارن كريستوفر على ان السلام الشرق الاوسطي لن يشهد عودة الى الوراء على رغم العراقيل التي تعترضه. وكان الوزير الاميركي يستند في اصراره هذا على ما لمسه من مواقف الفريقين السوري والاسرائيلي. واذا صحّ زعم الوزير الاميركي حول مفاوضات السلام في الشرق الاوسط، فلعلّ الصحيح ايضا ان اي شيء ملموس من خلال هذه المفاوضات لم يتحقق بعد على المسارين السوري واللبناني. وكان العام 1994 شهد تطوراً مبدئيا في تفعيل المسار الفلسطيني- الاسرائيلي من خلال اتفاقات باريس والقاهرة وسواها. وكذلك شهد تطورا مبدئيا آخر في تفعيل المسار الاردني - الاسرائيلي من خلال اتفاق واشنطن ومعاهدة عمان. اما على صعيد المسارين السوري واللبناني مع اسرائيل في هذه المفاوضات، فانهما لا يزالان يراوحان في المفارقات بل التناقضات ذاتها من قمة جنيف في 16/1/1994 التي هدفت الى تفعيل المسار السوري - الاسرائيلي، الى قمة الاسكندرية في 29/12/1994 التي هدفت الى تعزيز الموقف التفاوضي السوري. ومع ان الرئيس السوري حافظ الاسد اعلن في القمة الاولى ان السلام، بالنسبة الى سوريا هو خيار استراتيجي، ومع ان بيان القمة الاخيرة اعتبر السلام خيارا استراتيجيا عربيا، الا ان لواء هذا السلام لم يرتفع بعد، ولم يحن قطاف ثماره. اما اسباب هذه المراوحة في المفاوضات فمردها، بالاضافة الى التباين في المواقف المتعارضة، اصرار اميركي- اسرائيلي على التخلي عن القواعد القانونية الدولية وحدودها ومرجعياتها وآلياتها، وفرض معادلات وقواعد تعاقدية واحيانا تعسفية مكانها. والذي يشجع اسرائيل على هذا الموقف ضمان الدعم الاميركي غير المتحفظ لها، ونجاحها في فرض الموقف نفسه على منظمة التحرير والاردن معا. اولا: احداث ومحادثات سعت سوريا الى اعتماد الوسيط الاميركي ضامنا لمفاوضاتها مع اسرائيل، ولهذا كانت قمة جنيف مطلع العام 1994 اطارا مقبولا للالتزام المتبادل بين سوريا التي اكدت على معادلة السلام الكامل مقابل الانسحاب الكامل وفقا للقرارات 242 و338 و425 والولايات المتحدة التي اكدت ان لا سلام حقيقيا وشاملا في الشرق الاوسط من دون سوريا. وكان من المنتظر ان تؤول قمة جنيف الى تحسن ملموس في العلاقات الاميركية - السورية، وتيسير معقول للمفاوضات مع اسرائيل. الا ان الادارة الاميركية لم تظهر اي بادرة ايجابية كبرى، منذ ذلك الحين في الاطارين الاميركي والاسرائيلي لمسألة التسوية الشرق الاوسطية، وسارعت اسرائيل، من جهتها، الى تفريغ قمة جنيف من اي مضمون فعلي، لكي تعود بالملف التفاوضي كاملا الى طاولة المفاوضات الثنائية المباشرة من دون اي وسيط او رقيب. وكانت اسرائيل ولا تزال تستخدم كافة الوسائل الابتزازية المتاحة لممارسة الضغط على المفاوض السوري. وعلّقت المفاوضات على اثر مجزرة الحرم الابرهيمي الى ان صدر القرار 904 عن مجلس الامن في تاريخ 18/3/1994 والذي دعا الى استئناف المفاوضات بعد اقرار بعض التدابير الامنية في الضفة الغربية. وجاء القرار 904 في سياق السياسة ذاتها لانه قضى بابعاد اي دور للمنظمة الدولية واي مرجعية للقانون الدولي وكرّس الاجواء التعاقدية الفلسطينية - الاسرائيلية. وشهد القرار 904 ايضا سابقة خطيرة اتضحت معالمها اليوم، تمثلت بامتناع الولايات المتحدة من التصويت على فقرة تعتبر القدس من جملة الاراضي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم