توقعات 2019 غير مشجّعة

توقعات النمو لعام 2019 لا تبدو مشجعة في أي منطقة من العالم والاسباب متعددة وهي تعود الى السياسات الاميركية التي تسببت بانخفاض معدلات النمو في الصين التي هي الدولة الاولى على صعيد الدخل القومي اذا قُوّم بالقدرة الشرائية والدولة الاكثر استيرادًا للمواد الاولية. وتعاني الصين ازمة لا ثقة مع الولايات المتحدة التي ترى ان الصينيين يحوزون براءات الاختراع بصورة غير قانونية، وتتخذ قرارات حمائية وأخرى تتمثل في عقوبات على بلدان مختلفة من أهمها الصين وروسيا، وثمة تشكيك في قانونية فرض العقوبات الاميركية على ايران مثلاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من انتشار الصواريخ المتوسطة المدى. وقد أقرت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا منذ احتلال الروس شبه جزيرة القرم في أوكرانيا. ومعلوم ان شبه الجزيرة هذه احتلتها الإمبراطورة كاترين الروسية بعد حربين بين روسيا وحكام القرم في ذلك الزمن أي العثمانيين.القرم منذ ذلك الزمن غالبية سكانها من الروس والناطقين الروسية. وعند تحرير القرم من سيطرة العثمانيين، أقدمت الإمبراطورة كاترين على تشجيع مزارعين المان على القدوم اليها وتكريس جهودهم للانتاج الزراعي، ووفرت لهؤلاء قروضاً ميسرة. وهكذا اصبحت القرم من أهم مناطق انتاج القمح في العالم. وبما ان انتصار القوات الروسية على القوات العثمانية وكذلك من بعدهم على القوات الاسوجية عام 1788، يمكن القول ان القرم كانت لاكثر من مائتي عام جزءاً من الإمبراطورية الروسية التي تفككت بسبب سياسات الرئيس يلتسين عام 1991. فلا عجب ان تحتل روسيا القرم نتيجة خلافات متعددة مع حكام اوكرانيا الجدد الذين اعتمدوا مناهج التسلط على المنافع وتحويل الصناعات لفائدتهم الشخصية ومعاملة الروس المقيمين في القرم، ونسبتهم 50 في المئة من سكان شبه الجزيرة، بقسوة وعدم اعتبارهم مواطنين متمتعين بحقوق الاوكرانيين.العقوبات الاميركية على ايران غير مقنعة لانها نتجت من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق دولي وقع بين الولايات المتحدة ودول أوروبا الرئيسية أي المانيا وفرنسا وانكلترا والمفوضية الاوروبية من جهة وايران من جهة اخرى. والبرهان على عدم اقتناع الاوروبيين بشرعية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق واضح من الموقف الاوروبي الذي لم يقبل بفرض عقوبات على ايران، وان تكن بعض الشركات...