الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لبنان سليم عبو اليسوعي: المقاومة الثقافية التي لا يخلو خطابها من العنف

الأب صلاح أبوجوده اليسوعي
Bookmark
A+ A-
كان الأب سليم عبو يُدرك حدود الميثاق الوطنيّ في صهر اللبنانيّين وجعلهم بوتقةً واحدة، وطالما كرّر في مجالسه الخاصّة وأوساطه التربويّة والثقافيّة اقتناعه بضرورة تلاقي اللبنانيّين على حقوق الإنسان، لما تمثّله من أرضيّة مشتركة يمكنها أن تعزّز "النموذج النفسيّ" الذي، بحسب رأيه، يطبع اللبنانيّين جميعًا بفضل تقولبهم وفقًا لمعطيات لبنان الجغرافيّة التي تفترض أيضًا عناصر روحيّة معيّنة. كما أثار غالبًا أهميّة إقرار قانون الزواج المدنيّ بصفته مدخلاً فعليًّا لكسر البنية الطائفيّة الجامدة التي تمنع المجتمع اللبنانيّ من دخول الحداثة. ونظرًا إلى واقعيّته، كان يعلم أنّ نموّ وعي اللبنانيّين هذَين البُعدَين عمليّة تتطلّب مسارًا تربويًّا طويلاً. وانطلاقًا من قناعته هذه، لم يكن يطيق أيّ انحراف عن محوريّة الميثاق - الضمانة لاستقلال لبنان وخصوصيّته، والأساس الذي يمكن عليه قيام لبنان المستقبل.لقد كانت هذه قضيّة حياته. ففي أعقاب أزمة 1958، التي برزت في أثنائها وفي أعقابها شعارات التيّارات القوميّة العربيّة التي نادت بضرورة تنقية العالم العربيّ من رواسب استعمار الغرب وتدخّلاته، ذكّر الأب عبو بأنّ التعرّض لازدواجيّة ولاء لبنان الثقافيّ العربيّ - الغربيّ يعني نقض شخصيّة لبنان الثقافيّة الخاصّة وضرب لبنان الميثاقيّ في صميمه، إذ إنّ إرادة العيش معًا التي تُترجم في الميثاق هي على صلة عضويّة بواقع لبنان الثقافيّ الخاصّ. بالطبع، تبقى هذه الازدواجيّة سيفًا ذا حدّين: فإنّها، من جهة، تؤدّي إلى تحسين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم