الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"النهار" تلتقي العارضة "إيناس دو لافرسانج"

المصدر: النهار
فاديا خزام الصليبي
"النهار" تلتقي العارضة "إيناس دو لافرسانج"
"النهار" تلتقي العارضة "إيناس دو لافرسانج"
A+ A-

من منّا لايعرف العارضة الفرنسيّة الشهيرة Ines De La Fressange التي هي من أصول أرستقراطيّة فرنسيّة؟ كيف أصبحت ايناس في الثمانينات رمز شانيل، مصممة أزياء وعطور، سيّدة أعمال، صحافيّة في مجلّة Marie Claire، ورمز دوائر المخترة الفرنسيّة، وسفيرة الدار الفرنسيّة الشهيرة Roger vivier؟ قبل أن نبدأ المقابلة معها لا بد من الإضاءة على مسيرة حياتها.

ولدت ايناس دو لافريسانج في 11 آب 1957 في Gassin، متحدّرة من عائلة فرنسيّة ارستقراطيّة. كانت في السابعة عشرة عندما دخلت عالم عرض الأزياء، أطلق عليها لقب "العارضة التي تتكلّم" نسبة الى قدرتها على الايحاء بعينيها أثناء العرض. عرضت في البداية لمجلّة Elle الفرنسيّة قبل أن يختارها المبدع العالمي كارل لاغرفيلد سنة 1983 كرمز لدار شانيل نظراً للشبه بينها وبين كوكو شانيل مؤسسة الدار. سنة 1989 اختارتها الدولة الفرنسيّة لتكون الرمز الفرنسي Buste de Marianne أي منحوتة ماريان لجميع دوائر المخترة الفرنسيّة، يومها رفض كارل لاغرفيلد الأمر بحجّة أنّه يرفض أن يلبّس منحوتة، فاختارت ايناس عرض الدولة الفرنسيّة وفسخت العقد مع شانيل. تزوّجت في عمر 33 سنة من رجل الأعمال وتاجر الفنون الايطاليّة Luigi Durso وأنجبت منه بنتين، فتحت بوتيك في باريس بالمشاركة مع دار Louis Vuitton مطلقة الماركة الخاصة بها Ines De La Fressange التي لاقت شهرة عالميّة ثمّ ما لبث Louis Vuitton أن فسخ العقد، فدخلت في محاكم قضائيّة حيث جاء الحكم لصالح فريق Louis Vuitton. سنة 2002 طبعت كتاباً عن مهنة العارضة ثمّ التحقت بدار Roger Vivier العريقة للجزادين والأحذية والأكسسوارات لتصبح في ما بعد سفيرة لهذه الماركة العالميّة حتى يومنا هذا.

في باريس، التقتها "النهار" وكان لنا معها هذا الحوار:


على الرغم انك متحدرة من عائلة ارستقراطيّة، اخترت عرض الأزياء، لماذا؟

أوّلاً أنا لم أختر مهنة عرض الأزياء بل الوكالة اختارتني، فهذه المهنة لا نختارها نحن مهما كنّ جميلات بل وكالة الأزياء هي التي تقبلنا أو ترفضنا. ثانيا كوني أرستقراطيّة هذا لا يمنعني من مزاولة هذه المهنة، اذ إنّ كلمة أرستقراطيّة لا تعني أننا نقيم في القصور معزولين عن العالم ونرتدي ثيابا تفوح منها رائحة التاريخ. فعالم الخيّاطين والمصممين هو عالم راقٍ أيضاً وفيه الكثير من الأمور الرائعة.

هل وافق أهلك على هذا الخيار؟

أهلي كان لديهم ثقة بي ويعلمون بأنني لست ساذجة وبأنّي على يقين بأنّ هذه المهنة لن تدوم طويلاً بسبب التقدم في العمر، كما أننّي أعلم تماما بأنّ هناك فتيات لا أعلم الى أين تصل بهنّ الأمور مقابل الحصول على عقد في مهنة عرض الأزياء حتى ولو كان هناك خطر على حياتهنّ. أنا كنت واعية لكل تلك الأمور في مهنة عرض الأزياء رغم صغر سنّي، لذا كانت مسيرتي في هذا الحقل خالية من الشوائب.

تقولين إن الوكالة اختارتك، لكن هل كنت تحبين هذه المهنة؟

بالتأكيد، منذ صغري كنت أرافق جدّتي التي ربتني الى دور الأزياء الراقية "الهوت كوتور"، لذا تعرّفت منذ نعومة أظفاري إلى هذا الفن كما كنت أراقب ملابسها الجميلة المنفّذة في دار ديور وشانيل بإعجاب كبير، كل ذلك أثّر فيّ.

تعاملت مع كارل لاغرفيلد في دار شانيل، كيف تصفين هذه الحقبة؟

كانت حقبة مهمّة في حياتي، كارل لاغرفيلد كان لطيفاً ومضحكاً وخلاّقاً، كان يمزح من دون توقف ويأكل النقانق الباردة ولكنّه أحيانا كان حاد الطباع. أعتبره من أهم مبدعي هذا العصر.

كيف تصنّفين المبادئ والتقاليد الارستقراطيّة؟

بالنسبة لي، المباديء الارستقراطيّة هي العائلة والأصدقاء أمّا التصرفات الممزوجة بالتكلف والمظاهر فهي قيم بورجوازيّة لا دخل لي بها. فالأهم في هذه الحياة هي كيفيّة التعاطي مع الغير بطريقة لطيفة غير مؤذية مليئة بالمحبّة والحكمة. بصراحة أنا متأثرة بمربيتي البولونيّة التي علّمتني على الكثير من الأشياء المهمّة في الحياة. كما أنّني ترعرعت في الريف مع البستاني والحارس والطبّاخ وقابلت أناساً من جميع الطبقات.

هل ترمّلك باكرا أثّر عليك؟

بالطبع، فزوجي توفي في الخامسة والخمسين من العمر تاركاً لي بنتين من مسؤوليّتي، انّه لأمر صعب! فعدا عن أنّه شكل عامل استقرار وحباً في حياتي، كنّا أيضا نتقاسم المسؤوليّات في البيت والأولاد، لذا كان من الصعب ان أوفّق بين عملي وابنتاي رغم وجود مربية، اليوم الوضع أفضل لأنهما أصبحتا صبيّتين ومسؤولتين عن حياتهما. أنا انسانة مؤمنة وهذا هو قدري!

هل تتدخّلين في تصميم Roger vivier للأحذية والجزادين والأكسسوارات كونك سفيرتهم؟

أنا لا أتدخل في التصاميم هناك مدير ابداعي للدار، ولكن عند بداية اعادة افتتاح المؤسسة، ركّزت على الديكور، والمفروشات ودعوت نخبة من المفكّرين، والكتّاب، والمحامين... أي وظّفت علاقاتي الاجتماعيّة لإعادة اطلاق هذه الماركة العريقة، وقد نجحت هذه الطريقة.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم