الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الاستقلال حلّا مستَعْجَلاً للجماعات المتصارعة على أرض لبنان؟

Bookmark
الاستقلال حلّا مستَعْجَلاً للجماعات المتصارعة على أرض لبنان؟
الاستقلال حلّا مستَعْجَلاً للجماعات المتصارعة على أرض لبنان؟
A+ A-
تتحمّل الجماعات المتصارعة على أرض لبنان، مسؤوليّة الأزمات الوطنيّة على اختلاف أنواعها وأحجامها. وهي ليست بطبيعة الحال أزمات آنيّة وليدة عصرٍ جديد، ذلك أن الجماعات المتصارعة نفسَها قد أثبتت ضعف انتمائها الوحدوي في غير محطّة تاريخيّة. ولا يشمل هذا الوصف عموم المواطنين الحاملين هويّة لبنانية، لكنّه ينطبق على شريحة واسعة تشكّل أكثريّة منصهرة. ويكمن السبب الأوّل الواقع هذا، في أن الصراعات الناشبة على الأرض اللبنانية شكّلت امتداداً للصراع الاسلامي - المسيحي الذي ساد منذ آلاف السنوات. ويكمن السبب الثاني في أن الجماعات اللبنانيّة اعتادت التأقلم مع حكم أصحاب النفوذ، وقد تكرّس ذلك بشكلٍ خاص في أيام الدولة العثمانية.ويذكر مرجع "المصوّر في التاريخ، الجزء السابع" أن الأمير فخر الدين الثاني المعني الكبير حاول تنظيم مقاومة فعّالة للتصدي للحملتين الكبيرتين اللتين جهّزهما السلطان مراد الرابع بقيادة أحمد كجك وجعفر باشا للقضاء عليه. واستنهض رجال البلاد، ودعاهم الى الدفاع عنها، فلم يلبّ نداءه سوى حلفائه من آل شهاب، وآل الخازن، وآل حبيش، وبعض من "السُكمان"، فوزّعهم على القلاع لكي يصمدوا في وجه الحملة العثمانية. وما لبث أن شعر بالخيبة والضعف نتيجة تفريق الدولة العثمانية بين اللبنانيين بالإغراء والإرهاب، فخسر أكثر المواقع المحصّنة، وانتهى الأمر به مشنوقاً على باب السرايا في اسطنبول، وقيل إنّ رأسه قُطع ودقّ هرساً في جرن، وفق ما ذُكر في مرجع "تاريخ الأمير فخر الدين الحديث، عيسى اسكندر المعلوف". وتقود هذه المعطيات التاريخية الى استنتاج يفيد بأن الجماعات اللبنانية تتحمّل على اختلاف أطيافها وانتماءاتها جزءاً من مسؤولية خسارة حقبة مجيدة شهد فيها لبنان بناء دولة حضارية ونهضة شاملة، عمرانية وتعليمية واقتصادية (زراعية وصناعية وتجارية) وتنظيميّة (ادارية وعسكرية).ويبقى السؤال عمّا اذا كانت الجماعات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم