الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

عنزة الاستقلال هل سمعتم عنها من قبل؟

علي حمدان
عنزة الاستقلال هل سمعتم عنها من قبل؟
عنزة الاستقلال هل سمعتم عنها من قبل؟
A+ A-

 "عنزة الاستقلال"، هل سمعتم عنها من قبل أو شاهدتموها في عروض الاسقلال؟ أعتقد أنه وإن كنتم من جيل التسعينيات والثمانينيات، فلن تعلموا ولن تفهموا ماذا أكتب، حتى تنتهوا من قراءة كامل المقال.

فأنا لم أكن أعلم عنها أي شيء قبل أن يُطلب مني الكتابة عنها، عن عنزة الاستقلال كما ينعتونها، فهي شاركت في الكثير من العروض العسكرية وأول مشاركاتها كانت في العرض الاول الرسمي الذي نظم في العام 1946 بمشاركة فوج القناصة الأول بقيادة الضابط جميل لحود.

وكانت تسير وتتمختر بطريقة رائعة أمام عناصر الفوج بعد أن يتم النفخ بالأبواق العسكرية من قبل الجنود، ويقال أن مشاركتها الاولى كانت بناءً على اقتراح أحد الضباط الذي قرر وضعها في مقدمة العرض بعد أن تم تقديمها للجيش كهدية من الفلاحين لعناصره.


ولهذه العنزة رمزية خاصة عند كبار السن من الفلاحين، وسوف أنقل لكم مقطعاً من مقال منشور في الموقع الرسمي للجيش اللبناني للكاتب جورج علم يتكلم عن حادثة دارت بينه وبين أحد الرجال الكبار في السن حيث جاء يطالبه بعنزة الاستقلال. وينقل الكاتب الحديث عن الرجل: "قصدتك اليوم لنناقش معًا مشهدية رمزيّة، لا تزال تحفر عميقًا في ذاكرتي، وتثير أشجاني، على أمل أن تقوم إعلاميًّا بما يمليه عليك الضمير الوطني لكي تستعاد، ويستعاد ذلك المشهد المعبّر؟!

- ما هي؟

- أتذكر العنزة؟

- أية عنزة؟

- تلك التي وضعها (الرئيس) بشارة الخوري، و (الرئيس) رياض الصلح، ورجالات الاستقلال، في مقدّمة العرض العسكري الذي كان يقام سنويًّا احتفاء بذكرى 22 تشرين الثاني. كانت البيارق والأعلام في المقدمة، ثم العنزة التي كانت تتغندر على وقع موسيقى الجيش، وبعدها سائر الفرق، والوحدات المشاركة.

يصمت هنيهة، ويأخذ نفسًا عميقًا، قبل أن يتابع: "العنزة شيء مهم، لقد افتقدناها منذ سنوات، ولم نعد نشاهدها تتصدر العرض، وتدبّ مغناجة، غير عابئة بتصفيق الحشود التي كانت تتقاطر من مختلف المناطق للتصفيق لعسكر لبنان، ولوحدات الجيش اللبناني المشاركة".

ويضيف متأثرًا: "العنزة، كانت تمثّل مشهدًا رائعًا يا إبني، إنها رمز الجبل اللبناني الشامخ، رمز عنفوانه، وصعوبة مسالكه، واخضرار أديمه، حيث غابات العفص والسنديان، والملول والوزّال، حيث الصنوبر والشربين، والأيادي السمر التي تزرع ولا تقطع، وعرق الجبين المجبول بالتراب، حيث البنفسج، والأقحوان، والورد البرّي...".

حاولت أن أقاطعه، لكن عبثًا، إذ أًصرّ على سرد مداخلته، متسائلًا: أتعرف النشيد الوطني؟

- طبعًا، لقد تعلّمته في المدرسة.


- جاء في النشيد الوطني اللبناني: «سهلنا والجبل، منبت للرجال». العنزة في مقدمة العرض ترمز الى هذا الجبل تحديدًا، تسلك معارجه، وتتسلّق مرتفعاته بدلال وعنفوان، ولا تأكل إلا من رأس الطربون، ولا تشرب إلّا من رأس النبع، او فم المزراب. صمدت مع أجدادنا في هذا الجبل، عاشت معهم الحلو والمر، وعانت ما عانوه من جوع، وفقر، وشظف عيش، ومن بؤس واضطهاد في زمن الاحتلالات، والهيمنات، من السلطنة العثمانية، الى الانتداب الفرنسي!. اعتمدوا على الزراعة، وتربية المواشي، فتحوّل القطيع الى قطعان، والحليب الى زبدة، ولبن، وجبنة ضرفيّة، ومزاريب من ذهب...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم