اشترِك في نشرتنا الإخبارية
منصّة المواهب اللبنانيّة: اقتناء اللوحات الرائعة بأسعار زهيدة!
كان لا بدّ للفنّان الشاب سيمون مهنا (25 سنة) من أن يجد أفضل الطُرق وأكثرها إبداعاً، ليكون للفن اللبناني منصّة تحضن ألوانه غير المروّضة، وتُسلّط الضوء على قدرته على تجسيد التألّق بأكثر من أسلوب وأكثر من وسيط.
فهو يعشق هذا الفن ويجد أن البعض يغض الطرف عنه وربما لا يُقدّره على نحو لائق. وكان الشاب مُنهمكاً بالسؤال الآتي: "هل يُعقل أن نهجر الفن المحلّي أو أن ننساه ونستعيض عنه بالفن الغربي باستمرار؟".
ومع الوقت، صار شغله الشاغل أن يُحاول بمختلف السُبل إيجاد الهويّة اللبنانيّة التشكيليّة.
لا بدّ للفن اللبناني من أن يعيش لحظته مع أكبر عدد من الناس، ولا بدّ من أن تمطر رذاذاً من الألوان ليكون للمُخيّلة مسرحها الافتراضي وقدرتها على الترنّح على صدى أنغام الحُلى الفنيّة.
ولأن تقديره لـ"فرشاة الرسم اللبنانيّة في هويّتها" جعله يحلم باقتناء الأعمال اللبنانيّة بأعداد كبيرة، لطالما فوجئ بالأسعار الباهظة التي حوّلت الفن حكراً على الميسورين. فكيف يستطيع الشباب وأصحاب الدخل المتوسط أن يمتلكوا الأعمال الفنيّة الرائعة إذا كانت أسعارها خياليّة لا تتوافق مع مستوى معيشتهم؟
وبعد عام كامل من التفكير والتخطيط، وُلدت في الأول من الجاري منصّة "المواهب اللبنانيّة" أو Lebanese Talents التي يُريدها مهنا الملاذ الزاهي الذي يضع من جهة أعمال كبار الفنانين اللبنانيّين في مُتناول أكبر عدد من الناس بأسعار معقولة جداً، ومن جهة ثانية يبرز أعمال المواهب الشابة ويدعمها.
وكم كانت مفاجأة الشاب كبيرة عندما تحمّس كبار الفنانين اللبنانيّين الذين يعرضون عادةً أعمالهم في المتاحف، لهذه الفكرة التي من شأنها أن تضع الفن اللبناني في الواجهة لتتدفق ألوانه بين الكبار ومن هم حديثو السن.
وفي أمسية الافتتاح، بيع عدد كبير جداً من اللوحات، "وكنت سعيداً جداً لأن الشباب تمكنوا من اقتناء الأعمال الفنيّة بسهولة".
وفي المعرض الجماعي الأول عُرضت أعمال الفنانين: شارل خوري، آني كوركجيان، محمد العبدالله، لين حسيني، غسان عويس، ساره شعار، إيليو شاغوري، سيمون مهنا والموهبة الشابة راين عيد.
وأظهر النّقاد وكبار الفنانين تجاوباً حقيقياً مع هذه المنصّة القائمة في فسحة Art Corner (جادة فؤاد شهاب)، لاسيما وأنها الأولى من نوعها في البلد وهدفها تعزيز الفن اللبناني.
يستمر المعرض الحالي حتى 15 كانون الثاني 2019.
