الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قائد الجيش من اليرزة: الاهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة في معارك قد يكون بعضها سلميا والآخر دمويا

المصدر: الجيش اللبناني
قائد الجيش من اليرزة: الاهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة في معارك قد يكون بعضها سلميا والآخر دمويا
قائد الجيش من اليرزة: الاهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة في معارك قد يكون بعضها سلميا والآخر دمويا
A+ A-

 أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون من وزارة الدفاع أنه "في مثل هذه الايام من العام 1943، هب اللبنانيون ثائرين، مؤكدين العزم والارادة على العيش احرارا، فكان نضالهم في سبيل هدفهم، وكان لهم ما أرادوا".

وقال: في هذه المناسبة العزيزة نؤدي واجب الوفاء لأبطال ما استكانوا ولا خضعوا لمحتل، لاحرار رفضوا الذل والظلم بشجاعة وصانوا الحق والعدل بقوة، رافعين اسم لبنان عاليا ليبقى قلعة للحرية والسلام، مساحة للحوار والتفاعل الحضاري، منارة اشعاع وتسامح انساني".

وأضاف: "بقدر ما تبعث فينا هذه الذكرى مشاعر الفخر والاعتزاز بأمجادنا ومآثرنا، بقدر ما تستوقفنا لاستقراء التاريخ واستخلاص العبر، صحيح أن الاستقلال جاء تتويجا لملاحم تاريخية امتدت عبر أجيال متعاقبة، الا أن الاهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة، في معارك قد يكون بعضها سلميا وبعضها الآخر دمويا، ليتجسد الاستقلال واقعا".

وتوجه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول: "على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية. فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة، مع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطور".

وقال: "وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، على رأسها الدولة بمؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد لاستمرارية المجتمع وتماسكه، وأمنه الذي نجحت القوى العسكرية والامنية في ارسائه املا في استثماره في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية حفاظا على ما تحقق من انجازات ومكاسب".

وتوجه إلى للعسكريين بالقول: "في رحلة الخمسة والسبعين عاما من عمر الوطن ما خذلتموه يوما، حريصين دوما على تلبية النداء متى دعا الواجب، أوفياء لقسمكم ولرفاق حملوا قدرهم بحجم مساحة أرضنا، وأحلام شعبنا، وشغف كرامتنا، فاستحقوا الشهادة مسجلين أسماءهم في سجل الخلود. شعبكم اليوم يتطلع اليكم بفخر وإباء بعدما دحرتم الارهاب بوجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الامنية، في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الاساسي. انتصارات تفرض علينا مزيدا من اليقظة في ظل التطورات الاقليمية بتداعياتها الداخلية، في موازاة تحررنا من أعباء الماضي الثقيل في مسيرة النهوض بالمؤسسة، مستقبلكم ومستقبل اولادكم".

وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "لأن الأمن شرط اساسي لاي استقرار، أناشدكم من منطلق مسؤولياتي وأدعوكم الى تجديد ثقتكم بالجيش، الذي كان وسيبقى الى جانبكم سندا لكم للوصول الى تحقيق الأمان الكامل وترسيخ شروط الحياة الطبيعية المنتظمة بشكل دائم".


امر اليوم

وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون وجه أمر اليوم إلى العسكريين لمناسبة عيد الاستقلال الـ75 الآتي نصه:

"أيها العسكريون نحتفل اليوم بعيد الاستقلال هذا العام في يوبيله الماسي، وفي هذه الذكرى المجيدة أكثر من درس وعبرة، إذ إن صمود لبنان في وجه العواصف والمحن طوال تلك الحقبة المديدة من الزمن، يثبت بشكل قاطع أن بزوغ فجر الاستقلال في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 1943، لم يكن وليد تقاطع ظروف إقليمية ودولية مؤاتية فحسب، بل هو في جوهره ثمرة نضال اللبنانيين في وجه الاحتلالات والوصايات الأجنبية، وفعل إيمانهم الراسخ بهذا الوطن وسعيهم الدؤوب إلى تحقيق هوية وطنية جامعة، فريدة في نموذجها الثقافي والحضاري الرائد. كذلك فإن جيشكم الذي نشأ من رحم الاستقلال، أثبت على امتداد مسيرته ولا يزال، إنه جدير بالحفاظ على هذه الأمانة، فلم يبخل لحظة في بذل قوافل الشهداء والجرحى على مذبح الوطن، دفاعا عن وحدته وسيادته وسلامة أراضيه.

أيها العسكريون

إن التاريخ محطات، وبعض المحطات تاريخ بحد ذاتها، واليوم تسطرون بحبر الدم والتضحية صفحات مشرقة في تاريخ لبنان المعاصر. ففي زمن التحولات والصراعات الدولية الكبرى، تثابرون على جهوزيتكم عند الحدود الجنوبية، لإحباط مخططات العدو الإسرائيلي وتهديداته، ومحاولاته وضع اليد على جزء من أرضنا وثرواتنا النفطية. فاستمروا على ما دأبتم عليه، متسلحين بحقكم المقدس في الذود عن ترابكم وشعبكم، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة إلى جانبكم تطبيقا للقرار 1701 ومندرجاته، ما يزيد من صمودكم وقدرتكم على مواجهة هذا العدو، وفضح خروقاته ونواياه العدوانية أمام العالم. وأعلم أنكم تواقون لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستكمال انتشاركم فيها كما في الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة.

أما الوجه الآخر لتضحياتكم فهو محاربة الإرهاب الذي طردتموه من أرضنا وأبعدتم خطره. واليوم تنتشرون على الحدود الشمالية والشرقية لتأمينها من تسلل أي مجموعات إرهابية وضبط عمليات التهريب والانتقال غير الشرعي.

اعلموا أن ما ننعم به من استقرار أمني في الداخل هو نتيجة عملكم الدؤوب والمتواصل في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها والعمليات الاستباقية ضدها. لا مكان للمخلين بالأمن ولا ملاذ لهم، والجيش عازم على مطاردتهم وحماية المواطنين من شرورهم ومن آفة المخدرات التي تهدد مجتمعنا.

أيها العسكريون

إن الحالة الضبابية التي تلف المنطقة بأسرها في ظلال تحولات كبرى مرتقبة، سيكون لها دون شك انعكاسات على بلدنا، فضلا عن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، ما يحتم عليكم البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة بمختلف أشكالها ووجوهها، لأنكم في ثباتكم على أداء مهماتكم بكفاءة وتفان والتزام، إنما تشكلون جسر عبور إلى مرحلة واعدة، تعود معها مؤسسات الدولة كافة إلى أداء دورها الطبيعي، وتنطلق من جديد ورشة النهوض بالوطن على جميع الصعد. كما تتوسط الأرزة علم البلاد، جيشكم يسكن قلب الوطن، لذا كونوا نبض الأمل في عروقه، أشداء في عزمكم وبطولاتكم، أقوياء بثقة شعبكم، أعزاء بإرث شهدائكم، فتثبتوا مرة أخرى، أنكم للوطن سياجه المتين، وللاستقلال حماته المخلصون.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم