الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

كولومبوس الجنوي اكتشف أميركا ومواطنه جولياني "استشهد" بسببها

المصدر: "النهار"
Bookmark
كولومبوس الجنوي اكتشف أميركا ومواطنه جولياني "استشهد" بسببها
كولومبوس الجنوي اكتشف أميركا ومواطنه جولياني "استشهد" بسببها
A+ A-
المئتا الف متظاهر، الذين حوّلوا مدينة جنوى الايطالية بركاناً احتجاجياً قذف حممه فوق رؤوس قادة مجموعة الدول الثماني، طرح للمرة الاولى قضية العولمة على بساط ساخن من البحث لم يسبق له مثيل من قبل. واذا كانت جنوى هي مسقط رأس كريستوف كولومبوس الذي اكتشف اميركا قبل اكثر من خمسة قرون، فإن المدينة اصبحت، بعد سقوط اول "شهيد" ضد العولمة التي تتزعمها اميركا هو كارلو جولياني (23 عاماً)، اول معالم الطريق نحو هذه القارة التي تجعل العالم قرية سترتسم لها من الآن فصاعداً صورة تمتزج فيها الدماء بالورود. يقول مراسل صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية وليام كيغان انه غطّى القمة الصناعية الاولى التي دعا اليها الرئيس جيسكار ديستان في رامبويليه بفرنسا عام 1975، ومعظم القمم التي تلتها، واضاف: "لقد وجدت نفسي اكتب عن الاقتصاد السياسي والعلاقات الاقتصادية الدولية، ولكن لم اكن مراسلاً حربياً". بمعنى آخر ان قمة جنوى كانت تتطلب مراسلاً حربياً لا مراسلاً اقتصادياً او ما شابهه. من ناحيتها وصفت وزيرة التنمية البريطانية كلير شورت اعضاء منظمات الاحتجاج في جنوى بأنهم "بيض ذوو امتيازات ينتمون الى الطبقة الوسطى". وقالت ان الزعماء الافارقة الذين شاركوا كمدعوين في القمة كانوا متحمسين لاقتراحاتها في مواجهة "الايدز". وتساءلت: "من هو اجدر بالكلام نيابة عن الفقير: الناس البيض من الطبقة الوسطى في الشمال ام الممثلون المنتخبون للافارقة الفقراء انفسهم؟". وتجادل صحيفة "الغارديان" البريطانية في هذا المجال وتقول "ان العنف الاقتصادي الذي ينبغي على زعماء العالم الغني مواجهته يقبع في قلب العولمة او في الرأسمالية العالمية. انهم في موقع كل النخبة الحاكمة التي يجب ان تشرف على تدفق الثروة من الفقير الى الغني". وخاطبت "الغارديان" الوزيرة شورت بقولها ان الزعماء الافارقة الذين دافعت عنهم "هو في الموقع عينه كنظرائهم في الشمال. انهم يمثلون الطبقات العالمية المالكة التي لها دائماً الكثير مما يجمعها اكثر مما يفرقها". في كل حال خرج الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن الصمت الذي غرق فيه نظراؤه في قمة جنوى، فاعتبر ان هناك ما يستحق التأمل دفع هذا الحشد الكبير من المتظاهرين للنزول الى الشارع. فقراء واغنياء مدير مركز التنمية الدولية في جامعة هارفرد جيمري ساخس، وفي مقال نشرته صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، اعتبر ان زعماء الدول الصناعية الذين "تعهدوا ان تعمل العولمة لمصلحة الفقر في العالم عليهم ان يأخذوا بجدية الشاهد العلمي على الفقر العالمي والانحطاط البيئي". اضاف: "ان "المجلة العلمية" نشرت قبل اسابيع قليلة تقديرات تفصيلية تشير الى ان الكفاح ضد مرض "الايدز" في الدول النامية قد يتطلب اكثر من 9 مليارات دولار سنوياً، ومعظم المبلغ من الدول الغنية. في حين ان قمة جنوى تعهدت فقط ب3ر1 مليار دولار سنوياً كتمويل دولي لمكافحة "الايدز" والملاريا والسل، من دون التزام مهلة محددة لتسديد المبلغ. ويضيف ساخس: "خلال الاعوام التي ظهرت فيها قمة الدول الصناعية الى الوجود ازدادت الشواهد على ما يجب القيام به. وزعماء هذه الدول محقّون بقولهم ان العولمة، كما صممت على وجه العموم، يمكن ان تكون جزءاً من الحل. انهم على حق بان الدول الاكثر فقراً تحتاج الى ان تكون قادرة على زيادة صادراتها الى الاسواق العالمية. لكن زيادة القدرة التنافسية التصديرية تتطلب قوى عاملة، متعلمة وصحية، قادرة على الوصول الى اسواق الدول الغنية. غير ان التعليم والصحة المناسبين هما خارج القدرات المالية للدول الاكثر فقراً (...)". ويخلص ساخس الى القول ان على الولايات المتحدة بصورة خاصة "ان تقدم القسم الاكبر من المعونة لمواجهة الفقر في العالم. المبالغ المطلوبة كبيرة اذا ما نظر اليها مستقلة، لكنها متواضعة مقارنة بمداخيل الدول الغنية. ان زيادة المعونات بمقدار 20 مليار دولار سنوياً نمثل 20 دولاراً عن كل فرد من مليار نسمة في العالم الغني". وليس بعيداً عن صورة الغنى والفقر، نشرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية ملفاً عن هذه القضية في عددها الصادر قبل اسبوعين، فقالت انه "اذا كان الاغنياء يخشون الحسد فان على كل فرد ان يخشى الفقر". ولفتت الى ان هناك اليوم من الاغنياء اكثر من كل وقت مضى، ومن بين هؤلاء 7 ملايين مليونير، واكثر من 400 ملياردير. في تظاهرة الأول من أيار الماضي في لندن رفع متظاهر فوق دراجته لافتة كتبت عليها: "الرأسمالية يجب ان تستبدل بأخرى ألطف". ويعلق جون كاي في "الفايننشال تايمز" قائلاً: "هذا الشعار يلتقط تماماً جوهر الحركة المعادية للرأسمالية في عالم ما بعد الاشتراكية. لكن من يتعاطف مع هذه الفكرة؟". ويتابع: "ربما ان حال الدول الفقيرة ستكون أفضل من دون العولمة، والتقنية الحديثة، وشراء البضائع الاستهلاكية الحديثة، وأخذ العلم بالمستويات المادية غير العادية للعيش...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم