الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري لـ"النهار": الربيع الحقيقي يُزهر بالكلمة ونحضّر لمفاجآت

المصدر: "النهار"
الشارقة - شربل أبي منصور
رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري لـ"النهار": الربيع الحقيقي يُزهر بالكلمة ونحضّر لمفاجآت
رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري لـ"النهار": الربيع الحقيقي يُزهر بالكلمة ونحضّر لمفاجآت
A+ A-

وسط الحروب والإحباطات والتقاتل، قد تكون الكلمة الحق بارقة الأمل الأخيرة للخروج من هذا النفق المظلم. فالإنسان كما قيل قديماً "عدو ما يجهل"، لذا فلا مناص لنا إلا بمعرفة الآخر حقيقةً، وأفضل ناقل لهذه المعرفة هو الكتاب، وذلك طبعاً بالتحلّي بالقدرة على التمحيص والتمييز واستقاء المعلومة الصحيحة.

على هامش #معرض_الشارقة_للكتاب في دورته الـ 37، كان لـ "النهار" لقاء مع رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري، تحدّث فيه عن نشاطات المعرض وأهميته والغاية منه.


"الأداة الفضلى للتواصل"

ننتظره قليلاً في مكتبه، نظراً إلى الجدول الحافل بالمواعيد والانشغالات منذ الصباح. يدخل وقبل أن نبدأ حوارنا يفاتحنا بالسؤال عن لبنان وأحواله، لنُجيب: بانتظار تأليف الحكومة! نستهلّ لقاءنا بسؤال من كلمته في الافتتاح: "هذه التظاهرة الفكرية والثقافية تجاوزت كونها حدثاً سنوياً لتصبح تتويجاً لمسيرة الثقافة الإماراتية والعربية، ورسالةً إلى العالم تخاطبهم بلغة العقل والفكر والفن والجمال"... وسط كلّ تخبّطات السياسة والحروب والصراعات اليوم، هل لا تزال الكلمة قادرة على التأثير والتغيير؟ وهل الفنّ والجمال قادران على إنقاذنا من اليأس أم أنّ الواقع أشدّ بشاعة وقسوة؟ يبادرنا بالقول: "سيظل الكتاب الأداة الفضلى للتواصل بين الشعوب والثقافات، وستبقى الكلمة والحرف وسيلتين للحوار. ثمة اختلافات في الثقافات، منها الإيديولوجية والاجتماعية والبنيوية لا بدّ لأجيالنا الطالعة من التعرف إليها بنفسها لتستطيع التمييز بين الحسن منها والسيئ. هنا أهمية دور الكتاب في إشاعة المعرفة والتنوير والنقد والحؤول من دون أن يقع شبابنا فريسة غايات مشبوهة تتلطى بالدين والعقيدة. عندما نوسّع معارفنا ومداركنا نكتسب ميزة الحوار وتقبّل الآخر، فننبذ التطرّف والانطوائية والظلامية".


"لا تعليق"

تتحدّث عن "رسالة كتبتها أيادٍ من ألوان وأعراق مختلفة وبلغاتٍ مختلفة"... لعلّ معرض الشارقة الوحيد في العالم العربي المهتمّ إلى هذا الحد بإحضار أسماء من كلّ العالم للمشاركة في فاعلياته. ماذا يعني لك هذا الانفتاح على الثقافات وكيف تلمس تفاعل الحضور مع الضيوف من كلّ الحضارات، خصوصاً أنّ اليابان ضيف شرف هذه الدورة؟

يجيب: "معرض الشارقة هو من ضمن مشروع ثقافي متكامل يجسّد رؤية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، لمكانة الثقافة ودورها الريادي في بناء المجتمعات، والحفاظ على المنجز والتراث الإنساني المشترك بين كلّ شعوب الأرض، وفي تبديد الأفكار الموروثة والمسبقة والمعلّبة التي تقف عائقاً أمام التقدّم والتطوّر. وهذه السنة حلّت اليابان ضيفة شرف في المعرض حيث نُظّمت نشاطات تعرّف خلالها الجمهور إلى الثقافة والحضارة اليابانية والتجربة المميزة لشعبها"، يلتقط أنفاسه ويتابع: "إن تمازج الشعوب واختلاطها يساهمان في التعلّم والإفادة من الآخر، ويشكلان فرصة للالتقاء بين العقول والإنسان".


نسأله: ترفض اعتبار النجاحات والجهود التي أوصلت معرض الشارقة إلى ما هو عليه اليوم، من قبيل المصادفة أو الحظ، بل تراها "وليدة التاريخ والرؤية البعيدة والحكمة في التعامل مع التفاصيل اليومية لحياة الأمة"، كما أشرت في كلمتك. برأيك، لماذا لا تنال معارض كتاب عدّة في العالم العربي سُمعة معرض الشارقة ونجاحه؟

يتبسّم ربما إدراكاً منه أن المعرض يتكلّم عن نفسه ليقول: "لا تعليق"، ثم يستدرك معلقاً: "حاكم الشارقة القاسمي مؤمن بقضية الكتاب والكلمة. ثمة فريق عمل كبير من شركاء وناشرين ومتطوعين ومؤسسات وهيئات ثقافية في الإمارات تبذل جهوداً كبيرة لإنجاح المعرض كل عام، وذلك بتنظيم أحداث وفاعليات متنوّعة ورفده بكل جديد وحديث. همّنا وجود حراك ثقافي تفاعلي تغييري لا يقوم فقط على التلقي، بل كذلك على تصدير الثقافة".


"الثقافة لكل الأعمار"

إذاً، كيف ترى الواقع الثقافي اليوم؟ إلى أي حدّ يمكن فصله عن البراكين العربية المشتعلة؟ "نسعى إلى نشر الكلمة وثقافة الحوار والانفتاح والسلام. ما نشهده من حروب هو لأمرٌ مؤسف، يعوق تقدم المجتمعات وتطورها. نريد من الكتاب أن يؤسس لجيل يؤمن بسلاح الكلمة والمعرفة وينتزع الكراهية. لكن، هذا لا يمنع أن للحروب أحياناً جانباً إبداعياً محرّضاً، إذ من رحم الدمار والألم قد يولد فكر وإبداع وكتاب. الربيع الحقيقي يزهر بالكلمة لا بالدماء، وإلا فهو ليس إلا خريفاً حزيناً.

سؤال آخر: من شعارات المعرض أنّ "الثقافة لكل الأعمار والكتاب للجميع". لافتة الفاعليات الخاصة بالأولاد وأيضاً "ركن الطهي"، والعامري يجيب: "نضع آمالاً على الطفل والناشئة عموماً لكونهم بذرة المستقبل التي يجب ريّها والاعتناء بها. وما من وسيلة أفضل من الكتاب والعلم والثقافة لتنشئة جيل منفتح قادر على مواكبة التطور وتغليب منطق الحوار في مقاربة القضايا وتقبُّل الآخر. همّنا إعداد جيل قادر على تصدير ثقافته وفرض نفسه كعامل تغييري في المجتمع. أما بالنسبة إلى "ركن الطهي" فهو يضم 60 نشاطاً من 11 دولة من ضمنها 15 كاتباً يتناول كل واحد ثقافة الطعام في بلاده، وتاريخه ومميزاته. إنه أيضاً وسيلة لتلاقي الشعوب وتلاقحها".


"عاصمة عالمية للكتاب"

وعن اختيار الأونيسكو الشارقة عاصمة عالمية للكتاب في 2019، يقول: "هذا الاختيار دليل إضافي إلى المكانة الذي أصبحت تحتلّها الشارقة ثقافياً، وهذا يضاعف من مسؤولياتنا والمهمات الملقاة على عاتقنا. لن أتحدث كثيراً عما ستتضمنه الفاعليات، ولكن أعدكم بأنّ ثمة مفاجآت عدة تُحضّر وسنكون على قدر التحدي. انتظرونا".

[email protected]

Twitter: @abimansourc

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم