"بدايات" لا تزال "تبدأ" فصليةً منذ ستّ سنوات وتتحدّى الموت

في شتاء – ربيع 2012 صدر العدد الأول من "بدايات"، بالتزامن مع اندلاع الثورات العربية الداعية إلى الديموقراطية والحرية والتغيير. للسنة السادسة على التوالي، تواصل هذه المجلة الفصلية، الفكرية الثقافية، التي يرأس تحريرها المفكر والباحث والناقد فوّاز طرابلسي، بداياتها، كما لو أنها تباشر مهمتها الآن، من بيروت، في خضمّ هذا الزمن العربي، الذي يطحن ثوراته وثوّاره وأحراره، ويمعن في انحداره "القَدَري" والطوعي نحو الهاوية، من دون أن يعير أيّ اهتمام لاجتهاد القوى والنخب والأفراد الطليعيين، العاملين على فتح ثغرةٍ نوعية مضيئة في الجدار الظلامي السميك.فوّاز طرابلسي الذي يحمل على منكبيه وفي تاريخه، حقيبةً ملأى بالكتب والأفكار والمبادرات والنضالات في سبيل نشر ثقافة الحرية، في أبوابها ومجالاتها كافةً، يستمد من قراءته الجدلية والدينامية للواقع وللتاريخ وللثقافة ما يجعله صوتاً مؤثراً في فهم الحوادث وفي استشراف الآفاق. لا يضنيه تعب، ولا تقف في وجهه مشقة، بل يزداد عناداً وتطلباً، إيماناً منه بأن حركة التاريخ لا يمكنها أن تتنكر للمؤمنين بها، أو أن تتركهم عزّلاً في المواجهة التاريخية مع التخلف والظلامية والاستبداد والمصادرة والإلغاء.كانت افتتاحية العدد الأول من "بدايات" الذي صدر في شتاء – ربيع العام 2012، وحمل عنوان "بدايات لكل فصول التغيير"، واضحة السياق في هذه المواجهة، ولا تترك أثراً للالتباس والحيرة. فقد ولدت فكرة هذه...