الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قصة "جارية" عراقية، قصة الشرق الأوسط

سليم نصار
Bookmark
قصة "جارية" عراقية، قصة الشرق الأوسط
قصة "جارية" عراقية، قصة الشرق الأوسط
A+ A-
صدر الشهر الماضي في الولايات المتحدة كتاب مميز يحمل العنوان التالي: "عدّاء الطائرة الورقية." وقد ألفه الكاتب الكردي خالد حسيني الذي يروي فيه مأساة والد غرق به المركب الذي ينقله من تركيا مع أفراد عائلته. وبعد بحث طويل وجد جثة إبنه الصغير (3 سنوات) مطمورة على الشاطئ وقد غطتها الرمال الحارقة. ولما انتشل الوالد المفجوع جثة إبنه "ألن كردي"، من الرمال التقط لهما أحد الناجين صوة فريدة تصدرت كل صحف العالم، وقد كتب تحتها: السوريون يهربون من موت البر الى موت البحر. ويروي المؤلف خالد انفعالاته المؤثرة وهو يتصور أن الطفل الغريق هو إبنه، وأن "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) دفعه الى الهرب من سوريا عام 2015. على الطرف الآخر من مملكة "داعش" - أي العراق - أصدرت نادية مراد كتابين روت فيهما مأساة حياتها، تحت عنوان: عذراء سنجار... والفتاة الأخيرة. وبما أن نادية كانت تمثل النموذج الحيّ لمعاناة فتاة عذراء تناوب على اغتصابها العشرات من مقاتلي "التنظيم"، فقد اختارت أن تدوّن قصة عذابها في كتابين مميزين، وقد روت فيهما وعورة دربها، وكيف تعرضت مع رفيقاتها للأسر والاغتصاب والبيع في سوق النخاسة، تماماً مثلما كانت تُباع الجواري في سوق الرقيق. السبب الذي دفع المسلحين الى تعذيب الأسيرة نادية ورفيقاتها لم يكن مرتبطاً بموقف سياسي أو عقائدي قدر ارتباطه بديانتها الايزيدية. والملفت أن حكاية تكوين هذه الطائفة أو هذا المذهب، قد تعرضت لاجتهادات مختلفة كان أبرزها القول بأنها انحراف عن الدين الإسلامي أو انشقاق عنه. من هنا كتب المؤرخون أن تصرفات الإسلاميين نحو هذه الطائفة اضطرتها الى التقوقع في سنجار والشيخان بغرض ممارسة طقوسها الغريبة في معبد "لالش" الذي يقع في إحدى أودية الشيخان! وبسبب غرابة مذهبهم، تعرض الايزيديون لمجازر متواصلة بدأت في زمن السلطنة العثمانية، واستؤنفت في عهد أبو بكر البغدادي. وكانت التهمة التي تلاحقهم دائماً مرتبطة بمعابدهم المخفية، وبالإشاعات التي تقول إنهم يعبدون الشيطان أو ابليس! وقد عزز هذه الفكرة في مطلع السبعينات كتاب طريف "اكزوست" نشره شاب فلسطيني من عائلة بلاطة، كان موظفاً في السفارة الاميركية في بيروت. وخلاصة تلك القصة التي تحولت الى فيلم، أن الشيطان في الشمال الغربي من العراق دخل في روح صبية كانت تصرخ بشكل جنوني، وتتقيأ شيئاً أخضر اللون. وشكت عائلتها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم