الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سكورسيزي يتحدّث عن معلّميه الإيطاليين في روما: تسعة أفلام غيّرت حياتي

المصدر: "النهار"
Bookmark
سكورسيزي يتحدّث عن معلّميه الإيطاليين في روما: تسعة أفلام غيّرت حياتي
سكورسيزي يتحدّث عن معلّميه الإيطاليين في روما: تسعة أفلام غيّرت حياتي
A+ A-
الاستماع إلى مارتن سكورسيزي يتحدّث عن الأفلام شيء يشبه رؤية بيكاسو يرسم أو همنغواي يكتب أو ماريا كالاس تغنّي. إلى هذا الحدّ تتداخل عنده هاتان العمليتان: الخلق والإبتكار من جهة ونشر ثقافة المشاهدة من جهة أخرى. هذه الثقافة تنتقل كالعدوى إلى الآخر. سيّان عنده الوقوف خلف الكاميرا والجلوس في كرسي لتأمل الشاشة ثم التعليق على أفلام شهيرة ومشاهد أنطولوجية ووجوه أيقونية خلقت وعيه الجمالي، وصاغت رؤيته للعالم. لا يكاد يوجد فيلم من كلاسيكيات السينما لم يقل له شيئاً ولم يحفظ تفاصيله ولم يساهم بطريقة أو بأخرى في التأسيس لبيئته السينمائية، من "سائق التاكسي" إلى "صمت". وكأنه يعود إلى الينبوع الذي لم يجفّ، فلا يزال يرتوي منه حتى بعد مرور سنوات على اكتشافات جعلت حياته كطفل يتميز عن سائر الأطفال. كان حجم الصورة على الشاشة يبهره منذ الصغر، ويتساءل وهو يسلك طريق المدرسة كيف ان الناس ينصرفون إلى أعمالهم ويعيشون حياة طبيعية وكيف أن كثراً منهم لا يعرف حتى بوجود فيلم مثل "جوني غيتار".في مطلع الستّينات، اكتشف "مارتي" الأفلام الأوروبية. يروي ان الدقيقتين الأوليين من "جول وجيم" لفرنسوا تروفو شكّلتا ذروة التحرر. في حين ساهم ألان رينه وفيلماه "هيروشيما حبّي" و"السنة الماضية في ماريانباد" في تحريره بالكامل. تأثّر ببطء الايقاع عند أنطونيوني وحركات كاميرا فيلليني. ولم ينكر أهمية جون واين ونيكولاس راي. الا ان السينما الإيطالية كان لها وقعٌ آخر عليه، لارتباطه بها عبر العاطفة والعائلة والسيرة الذاتية. هذه أفلام دخلت إلى منزله في وقت مبكر جداً، وكانت "حقيقة أكثر منها سينما". "عيد روما السينمائي" (١٨ - ٢٨ الجاري) ألقى عليه تحيّةً أول من أمس: سلّمه المخرج باولو تافياني جائزة عن مجمل أعماله في لقطة مؤثّرة شهدت عناقاً بين الرجلين. كانت أمسية حاشدة، محض "سينيفيلية"، قدّم خلالها تسعة من الأفلام الإيطالية التي ألهمته. "الأفلام التي اخترتها"، قال السينمائي الكبير الذي يبلغ السادسة والسبعين في الشهر المقبل، "تمتد من الأربعينات إلى العام ١٩٦٤، أي الفترة التي تُعتبر تماسي الأول بالسينما الإيطالية، وهي فترة أعتبرها تأهيلية"."أكّاتّوني" لبيار باولو بازوليني (١٩٦١)شاهدته في مهرجان نيويورك السينمائي خلال عرضه الصحافي. أعتقد أن ذلك كان عام ١٩٦٣ أو ١٩٦٤. كانت تجربة قويّة جداً. كبرتُ في حيّ عنيف في وسط نيويورك، والفيلم الأول الذي شاهدته عن ناس أعرفهم في الحياة اليومية كان "على الواجهة البحرية" لإليا كازان. فيلم كازان جميل وهو إنتاج استوديو. لكن "أكّاتّوني" هو الجهة المقابلة له. من الصعب جداً التحدّث عن بازوليني، وخصوصاً بعد كلّ الدراسات النقدية التي قُدًِمت عنه. آنذاك، لم نكن نعرف مَن هو، خرج فجأة. كانت صدمة. ليس فقط كنت أعرف هؤلاء الناس الذين صوّرهم الفيلم، بل وأفهمهم. فاجأتني القدسية أيضاً بمنحى إيجابي. لا أتحدّث عن الإنسانيّة العاديّة، لا هذه قدسيّة، قدسيّة الروح البشريّة. في ختام الفيلم، يقول البطل: أنا أوكي أخيراً، يكفي ما عانيته، ثم يموت. والمثير انه يموت بين لصّين، أحدهما يرسم علامة الصليب على وجهه ولكن بالمقلوب (ضحك). والعاهرة التي تضطلع بدورها سيلفانا كورسيني اسمها مجدليّة. حتى هناك تنبوءات… ثم هناك الموسيقى. تعلّمتُ كثيراً استخدام الموسيقى من بازوليني، خصوصاً من هذا الفيلم و"الإنجيل بحسب متّى". بازوليني يتحدّث عن تراجيديا شخص تم نسيانه. وهذا يعني ان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم