الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رينه معوّض نموذجاً للرئيس "القوي" بمواقفه مرشّحون يتنقلون بين خطوط التشدد والوسط

ايلي الحاج
A+ A-

قبيل اغتياله رفض الرئيس رينه معوض أن تضم الحكومة الأولى في عهده وزراء رموزاً في ارتباط قرارهم بدمشق. شخصيات ستصبح لاحقاً ولمدة طويلة من ثوابت الحكومات في زمن الوصاية أمثال إيلي حبيقة عاصم قانصو وأسعد حردان وسواهم مع حفظ الألقاب. رفض معوّض أيضاً توجيه ضربة عسكرية مستعجلة إلى العماد ميشال عون والوحدات التي كانت موالية له وكان يراهن على نجاح اجتماعات انعقدت في البترون بعيداً عن الأضواء بين ضباط والوا شرعيته وزملاء لهم كانوا على ولائهم لعون. فوق ذلك طلب انسحاباً للجيش السوري من الشمال ومناطق أخرى، تسهيلاً لانطلاقة عهده وللبدء بتطبيق اتفاق الطائف في أسرع ما يمكن.


تعود هذه الوقائع إلى البال عشية إحياء ذكرى استشهاد الرئيس معوض، ولمناسبة أحاديث تملاً المجالس السياسية وأعمدة الصحف وهواء الإعلام عن الرئيس القوي. لم يكن معوّض قوياً بالمعايير التي توضع اليوم لكن مواقفه كانت قوية.
يحتاج لبنان إلى رئيس من هذا النوع الصلب، المبدئي خصوصاً إذا غلب اتجاه إقليمي ودولي إلى منع الفراغ الرئاسي والتمسك بموعد الإستحقاق أيا تكن الظروف. في حين يتأكد يوماً بعد آخر أن الرئيس ميشال سليمان لا يعمل لتمديد أو تجديد ولا يريد، بدليل مواقفه المتلاحقة التي تعبّر عن اقتناعاته الوطنية منذ أشهر، عالماً أنها تضمن عدم قبول فريق 8 آذار بقيادة "حزب الله" بتوفير نصاب ثلثين في مجلس النواب لإجراء تعديل في مجلس النواب. مواقف تستجلب غضباً من النوع الذي عبّر عنه بالأمس رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية.
ما حصل أن فرنجية الذي يؤيد انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد، وإن قال بضرورة تعديل دستوري للسير فيه، يلتقي في ذلك مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع.
بالطبع ترفض أوساط الدكتور جعجع هذه المقاربة. لا ترى بين المرشحة أسماؤهم للرئاسة سوى اثنين تنطبق عليهما صفة "القوي": "الحكيم" والجنرال ميشال عون. وبما أن أوضاع لبنان ومسيحييه تستدعي بإلحاح رئيساً قوياً فيتوجب على الرجلين أن يعلنا ترشيحيهما ويخوض كل منهما حملته الإنتخابية ثم يتوجه الجميع بلا استثناء إلى مجلس النواب وينتخبوا رئيساً. أما إذا بدرت محاولات لتعطيل الجلسة الإنتخابية سعياً إلى فراغ في رئاسة الجمهورية فيجري الإنتخاب بنصاب النصف زائد واحد. بمجرد السير بهذا المبدأ ستمتلئ كل المقاعد الـ128 المخصصة للنواب لأن الفوز قد يكون بفارق صوت. هكذا يستجلب النصف زائد واحد نصاب مئة في المئة بالتأكيد، فيما الثلثان وسيلة مكفولة للتعطيل.
يحلو لسياسيين بدأت قضية انتخاب الرئيس تثير اهتمامهم أكثر فأكثرتقسيم المرشحين المحتملين: جعجع وفرنجية مرشحا اللون الفاقع كل في فريقه. عون والرئيس أمين الجميّل يسعى كل منهما إلى صورة المرشح التصالحي (عون يمد يده إلى "تيار المستقبل"، والجميّل إلى "حزب الله" لا يستثنيه من الدعوات إلى احتفال الكتائب في البيال مثل الحزبين البعثي والقومي السوري وإن لم يلبّ الدعوة). وهناك الوسطيون: قائد الجيش العماد جان قهوجي إذا كانت المرحلة المقبلة تتطلب إقليميا ضرب الأصوليات والإرهاب وتعزيز المؤسسات الشرعية. النائب روبير غانم وإن كان من قوى 14 آذار. حاكم المصرف المركزي رياض سلامة. و"الأخطر" بالنسبة إلى "الأقوياء" النائب والوزير السابق جان عبيد لتمدده وعلاقاته المفتوحة في كل الإتجاهات، فوق الطاولة وتحتها. أمس خرج عبيد عن صمته المطبق من باب الدفاع عن صورة سيد بكركي التي سبق أن سدت أمامه الأبواب أيام البطريرك السابق.
يحتاج كل من المرشحين الذين يُعتبرون أقوياء، أو هم أقوياء فعلاً، إلى معجزة كي يصل إلى الرئاسة. من قال إن زمن المعجزات قد مضى؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم