الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

كيف تصدّق ما يصدّقه الناس قالت مي للريحاني: قيّدوني وحجزوا مالي وأدخلوني العصفورية!

سليمان بختي
Bookmark
كيف تصدّق ما يصدّقه الناس قالت مي للريحاني: قيّدوني وحجزوا مالي وأدخلوني العصفورية!
كيف تصدّق ما يصدّقه الناس قالت مي للريحاني: قيّدوني وحجزوا مالي وأدخلوني العصفورية!
A+ A-
"قصتي مع مي" هي قصة الرائد النهضوي والأديب المهجري أمين الريحاني (1876 – 1940) والرائدة الأديبة القديرة مي زيادة (1885 – 1941). ظهرت وقائع هذه القصة الواقعية الاستثنائية وتفاصيلها في كتاب صدر بهذا العنوان في العام 1980 عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، في 94 صفحة، أي بعد نحو 40 سنة من وفاة الريحاني، الذي كان كتب الموقف وسجّله وأعلى قيمة الحق والحقيقة وانتقد نفسه وطلب من مي زيادة الاستغفار معترفاً.ينفرد الكتاب في نوعه باعتباره وثيقة تاريخية واجتماعية وإبداعية وانسانية وحضارية. وثيقة الزمن الصعب والألم والموقف. فمي زيادة، التي كان يتحلق حولها وفي صالونها الأدبي في القاهرة كبار الأدباء والمفكرين أمثال عباس محمود العقاد ولطفي السيد ومصطفى لطفي المنفلوطي وطه حسين ومصطفى صادق الرافعي وابرهيم المازني وغيرهم، عرفت في أيامها الاخيرة ظروفاً صحية واجتماعية صعبة؛ عرفت الجانب المظلم من الحياة، فاقتادها أهلها في لبنان الى مستشقى الامراض العقلية. جرحتها الأيام وتطاولت عليها الأقلام لتروي الفضيحة وتبالغ في رسم التفاصيل، واحياناً في اختلاقها. حتى الريحاني نفسه أسقط يده وتخلى عن مي، لكنه في بداية كتابه يعترف بالذنب: "عليّ ان أعترف بذنبي". ويعزو السبب في تقصيره بواجب الزمالة والحب والصداقة على ما يقول، إلى انه صدّق الشائعات وآثر الانكفاء. لكن شعوره بالذنب تجاه قصة مي، بل قضية مي، دفعه الى تأنيب الضمير والألم. أسمعه يبوح بأدب الاعتراف الانساني: "أقف في بعض الاحايين مفكراً في تقاعدي عن الواجب المألوف فيزعجني الفكر ويؤلمني". لكن، كيف يتطور الموقف لدى الريحاني في قلبه وفكره وحتى في لاوعيه؟: "نهضت من سريري وأسم مي يتردد في قلبي وذكريات مي تتزاحم في ذهني". هذا الاحساس بالذنب دفعه الى الموقف وخصوصاً الوعي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم