ما هي خطة عمل الأمم المتحدة في شأن سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب؟

ان حجم الاعتداءات على الصحافيين والعاملين في مجال الاعلام في كل أنحاء العالم والفشل في مقاضاة منفذي هذه الجرائم، ساهما في ارتفاع مستوى الاخطار والاعتداءات والتهديدات والاعتقال والقتل التي يتعرض لها الصحافيون والناشطون لمجرد ممارستهم حقهم في حرية الرأي والتعبير. لذا، وفي إطار الحملة العالمية لإنهاء الإفلات من العقاب، التي أطلقتها الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير والتي انتهت أمس باليوم العالمي لإنهاء الافلات من العقاب، أعادت الشبكة نشر خطة العمل الشاملة التي وضعتها الأمم المتحدة في شأن سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب والتذكير بها.
الخطة عبارة عن مجموعة من الأهداف والمبادئ والإجراءات التي وضعتها الدول الأعضاء في اليونيسكو والتي أقرها مجلس الرؤساء التنفيذيين للأمم المتحدة بتاريخ 12 نيسان 2012، تهدف إلى معالجة مباشرة لمشكلة سلامة الصحافيين ومشكلة الإفلات من العقاب.
تم تصميم الخطة لدعم الحق الأساسي في حرية التعبير، والذي يكفل حصول المواطنين على المعلومات وقدرتهم على المشاركة بفعالية في المجتمع، عبر خلق بيئة حرة وآمنة للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام، بما في ذلك منتجي وسائل الاعلام الاجتماعي بطريقتين: إدخال آليات مصممة للحد من الاخطار سواء في حالات النزاع أم لا، ومن طريق تعزيز الآليات القانونية المتاحة وطنياً وإقليمياً وعالمياً، التي تدعم الحق في حرية التعبير والمعلومات.
لذا، تم تصميم الخطة ليعمل على تنفيذها ويشارك في وضع الحلول كل أصحاب المصلحة، اي أنها تشمل أدواراً للحكومات، المنظمات غير الحكومية، الأكاديميين، وسائل الإعلام، وسواهم من العاملين على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية، اذ يعتمد نجاحها على المشاركة الكاملة من الجميع.
اما بعض الإجراءات الوارد تطبيقها في الخطة فهي: زيادة الوعي لدى المواطنين حيال عواقب الحد من حق الصحافيين في حرية التعبير، مساعدة الحكومات على وضع قوانين لحماية الصحافيين، تنظيم دورات تدريبية للصحافيين، انشاء آليات استجابة آنية لحالات الطوارئ، تعزيز سلامة الصحافيين في مناطق النزاع، توعية الدول الأعضاء، الصحافيين، اصحاب وسائل الإعلام، المؤسسات الإعلامية وصناع السياسات، على تزايد الاخطار والتهديدات للعاملين في وسائل الإعلام والأشخاص غير الحكوميين.
يذكر ان الخطة شاملة، لكنها في المرحلة الاولى سيبدأ تنفيذها في أربع بلدان هي: العراق، نيبال، الباكستان وجنوب السودان، لتعمم لاحقاً على كل الدول، وخصوصاً تلك التي يتعرض فيها الإعلاميون والناشطون للتهديد والقتل من دون رادع او نتيجة إيجابية لمحاسبة منفذي هذه الاعتداءات وسوقهم الى العدالة.