استنفار اقتصادي يكشف عمق الفراغ الحكومي

هل يظن احد ان زيارة وزير المال في الحكومة المستقيلة علي حسن خليل "بيت الوسط" ظهر الخميس الماضي ولقاءه الرئيس المكلف سعد الحريري لا علاقة لهما بمشاورات تأليف الحكومة؟ وهل يعتقد احد ان محركات التأليف الحكومي تعطلت منذ زيارة الرئيس الحريري الى رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، وما أعقبها من ملاحظات رئاسية وسجالات وبيانات حول الصلاحيات الدستورية في عملية التأليف؟ وهل بعد من لا يعرف ان رئيس الجمهورية ينتظر الرئيس المكلف ليعطيه رده على ملاحظات أبلغها له شفهياً قبل ان ترد في الاعلام، وقي الوقت عينه ينتظ الرئيس الحريري من رئيس الجمهورية جواباً على الصيغة الحكومية التي قدمها له ويعتبر انها أفضل الممكن بعد غربلة كل المواقف والمعطيات الحكومية على مدى ما يقارب الثلاثة أشهر من الأخذ والرد؟ نعم،عملية تأليف الحكومة ضاعت في دهاليز الواقع الداخلي بانقساماته وتناقضاته، وفِي غياهب الواقع الخارجي باشتباكاته السياسية والميدانية. صحيح ان الأمن في لبنان هو الأفضل بين الدول المحيطة، على حد تعبير رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ولكن ما الضامن في الا يُخرَق في اَي لحظة وألا يتحوّل صندوق بريد في واقع مأزوم سياسياً وحكومياً؟ُ والصحيح ايضاً ان الوضع الاقتصادي يترنّح على حافة هاوية خطيرة جداً حتى وان لم يصل الامر الى...