الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

العثور على عظام متحجرة تثبت وقوع تزاوج بين أنواع بشرية قديمة مختلفة

المصدر: "ا ف ب"
العثور على عظام متحجرة تثبت وقوع تزاوج بين أنواع بشرية قديمة مختلفة
العثور على عظام متحجرة تثبت وقوع تزاوج بين أنواع بشرية قديمة مختلفة
A+ A-

عثر العلماء على عظام متحجّرة عمرها خمسون ألف سنة في أحد كهوف سيبيريا قرب الحدود مع منغوليا، تُثبت حصول تزاوج وإنجاب بين نوعين منقرضين من البشر هما نياندرتال"، وهو جنس بشريّ يُعدّ "ابن عمّ" الإنسان المعاصر، ونوع آخر يسمّى "إنسان دينيسوفا"، وقد انقرض النوعان قبل عشرات آلاف السنوات. 

ويعتقد العلماء أن هذين النوعين كانا نوعاً واحداً قبل 400 ألف سنة إلى 500 ألف، ثم تفرّع هذا النوع إلى نوعين لسبب ما زال غير معلوم.

وقالت فيفيان سلون الباحثة في معهد "ماكس بلانك" والمشاركة في إعداد الدراسة لوكالة فرانس برس "إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على ابن مباشر لوالدين ينتمي كلّ منهما لأحد هذين النوعين".

وقبل حوالى أربعين ألف سنة انقرض إنسان نياندرتال، بعدما تعايش لبعض الوقت مع أسلافنا، وكذلك انقرض إنسان دينيسوفا في وقت لم يحدّده العلماء بعد.

ويثبت فحص الحمض النووي لإنسان دينيسوفا أنه ترك بصمة على جنسنا البشري "هومو سابيانس" بسبب التزاوج بين النوعين.

اذ يعتقد العلماء ان إنسان نياندرتال هاجر من إفريقيا وتوزّع بين أوروبا وغرب آسيا، فيما ارتحل إنسان دينيسوفا إلى شرق آسيا.

ويقول بابو "ربما لم يكن لهذين النوعين فرص كثيرة للقاء بينهما، لكن يبدو أن اللقاء بينهما كان يتمّ بشكل هادئ".

وأضاف "يبدو أنهم كانوا يتزاوجون في ما بينهم كثيرا، وإلا لما كنّا محظوظين" بالعثور على "ديني".

فسكان آسيا والسكان الأصليون في أميركا يحملون جينات من إنسان دينيسوفيا تشكّل 1% من جيناتهم، وترتفع هذه النسبة إلى 5% لدى سكان أوستراليا وبعض مناطق المحيط الهادئ.

وكذلك يحمل كلّ البشر اليوم، ما عدا سكان إفريقيا، جينات تعود لإنسان نياندرتال تشكّل 2% من جيناتهم، وهو ما يثبت أن هذه الأنواع اختلطت وتزاوجت فيما بينها.

أما العظام المتحجّرة المكتشفة، فهي تثبت تحديدا وقوع التزاوج بين إنسان نياندرتال وإنسان دينيسوفا، فلدى تحليلها، تبيّن أنها تحمل كرموزومات من إنسان نياندرتال ومن إنسان دينيسوفا على حد سواء.

ويبلغ طولها سنتيمترا ونصف السنتيمتر فقط، وهي كانت كفيلة بكشف تاريخ تلك العائلة المندثرة.

في البدء عمل العلماء على تحديد ما إن كانت القطعة تعود لنوع ما من أنواع البشر القدامى، أم لحيوان.

وتبيّن للعلماء أنها تعود لنوع بشري، وأن صاحبتها كانت أنثى عمرها دون الثالثة عشرة عاشت قبل خمسين ألف عام.

وقد أطلقوا على تلك الفتاة اسم "ديني".

ويقول سفانت بابو الباحث في "ماكس بلانك" والمشارك أيضا في الدراسة لوكالة فرانس برس "ظننت في البدء أن هناك خطأ في المختبر" قبل أن يدرك الباحثون أن الفتاة هي ثمرة زواج مختلط.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم