الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الكذب السياسيّ الذي فيه نعيش

الأب صلاح أبوجوده اليسوعي
Bookmark
A+ A-
يخسر الإنسان نصف روحه يوم يصبح عبدًا" (قول إغريقيّ) لماذا يتميّز اللبنانيّون ومنذ زمن بعيد بموقف اللامبالاة أو الانتظار السلبيّ تجاه الأزمات التي تنشأ بين سياسيّيهم عند اختلاف هؤلاء على تقاسم السلطة، حتّى ولو بلغت تلك الأزمات مبلغًا شديد الخطورة على عمل المؤسّسات الدستوريّة والعامّة واستقرار البلاد أمنيًّا واقتصاديًّا؟ لماذا، على سبيل المثال، لم تخرج تظاهرات شعبيّة كما حصل مؤخّرًا في العراق ويحصل الآن في إيران، تنادي السياسيّين بوقف مهزلة السجال الدائر بينهم بشأن تحديد الأحجام التي على أساسها سيتقاسمون الوزارات في الحكومة العتيدة، فتذكِّرهم بأنّ واجب السلطة خدمة المصلحة الوطنيّة والخير العامّ، وتوقظهم على التحديّات المعيشيّة والإقليميّة الجسيمة التي تواجه البلاد؟ من نافلة القول إنّ الجواب يكمن في نظام لبنان الطائفيّ الذي يُضعف الشعور بالانتماء الوطنيّ الجامع والذي يُسهّل استمرار الإقطاعيّة السياسيّة (بمعنى الكلمة التقليديّ وبمعنى القوى التي تفرض نفسها إيديولوجيًّا أو أمرًا واقعًا على بيئتها)؛ هذه الإقطاعيّة التي يبقى هدفها النهائيّ وربّما الأوحد خدمة المصلحة الشخصيّة أو الإيديولوجيّة التي تمثِّل في ذهن الإقطاعيّين، بوعي أو بلا وعي، المصلحة العامّة بل والخير العامّ، وتنطبع بالنزعة الفطريّة الشائعة في المجتمعات التقليديّة إلى إلغاء الخصم. لذا، فلا عجب ألاّ يكون بيد اللبنانيّين حيلة سوى انتظار نتائج سعي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم