الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

إقتسام التركة الروسية خيار اولبرايت الثالث

المصدر: "النهار"
Bookmark
إقتسام التركة الروسية خيار اولبرايت الثالث
إقتسام التركة الروسية خيار اولبرايت الثالث
A+ A-
لخصت وزيرة خارجية الولايات المتحدة مادلين اولبرايت محادثات قمة هلسنكي بين الرئيسين الاميركي بيل كلينتون والروسي بوريس يلتسين بعبارة مفيدة واحدة: "لم نعد في العام 1949 ولا في العام 1989"، وشاءت ان تضيف للمصرّين على ابعاد "الكأس المرّة": "لم نعد مضطرين الى الخيار بين اضعاف الاطلسي او اضعاف روسيا". يتجاوز كلام اولبرايت كل الاشكاليات المطروحة انطلاقا من واقعين دوليين جديدين هما اصرار واشنطن على تكريس انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة، وتصميمها على مد "البساط الاطلسي" حتى حدود الاتحاد السوفياتي السابق. الاشكاليات الثلاث الا ان هذا التجاوز لا يلغي وجود الاشكاليات هذه ويمكن ان نحددها بثلاث رئيسية. الاولى روسية. فالجهات العليمة في موسكو لا ترى ان دول اوروبا الشرقية مهددة في اي شكل من الاشكال، والدول المرشحة للانضمام، في "الدفعة الاولى" وهي بولونيا والمجر والجمهورية التشيكية، لا حدود لها مشتركة مع روسية باستثناء بولونيا. اما القوى العسكرية الروسية فقد خضعت لخفض كبير وهي لم تعد في وضع يسمح لها بشن اي هجوم، لا الآن ولا في المدى المنظور (والحرب في الشيشان ابلغ مثل على ذلك). كما ان الحرب الباردة انتهت ومعاهدة حلف وارسو الغيت والاطلسي الذي اريد من وراء اقامته بناء حلف دفاعي لحماية اوروبا الغربية من خطط ستالين التوسعية لم يخضع للتعديل الذي كان منتظرا نتيجة الغاء الحلف الآخر المواجه "وارسو". تضيف المصادر الروسية ان الاطلسي ليس بالجهاز المدني المحرك لحالات تعاون سياسي او غيره، بل انه تلك الهيكلية التي تحتفظ بكامل انظمتها وميزاتها كحلف عسكري وهي ساعية الى المزيد من التوسع. وترى الاوساط الروسية الرافضة عملية توسيع الاطلسي، وهذه القوى موجودة داخل الحكومة الروسية وفي المعارضة الشيوعية وغير الشيوعية وفي اوساط الاعلام، ان الاطلسي يتحول من تحالف دفاعي هدفه وضع الدول الاعضاء في منأى عن اي هجوم خارجي، الى تحالف عسكري هدفه "عرض القوة" وابرازها، اي في معنى آخر، القيام بعمليات حربية خارج منطقة الاطلسي. المرارة الروسية وتصر المصادر الروسية على اعتبار ما يجري حاليا عملية اعادة نظر جوهرية في مفهوم المعاهدة الاطلسية. وتتم بالاستدارة على مجالس نواب الدول الاعضاء التي لا اشارة الى العودة اليها، وذلك كله يدفع الى الاعتقاد بان المعاهدة الدفاعية في طريقها الى ان تصبح كتلة هجومية. وتضيف هذه الاوساط انه تم استثناء روسيا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم