الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

شاطئ صور... موطن للسلاحف المهدّدة بالانقراض

علي عواضة
علي عواضة
شاطئ صور... موطن للسلاحف المهدّدة بالانقراض
شاطئ صور... موطن للسلاحف المهدّدة بالانقراض
A+ A-

في الوقت الذي ينشغل اللبنانيون بنظافة شاطئهم، ونسب التلوث المتضاربة بين دراسة واخرى، يتمتع شاطئ صور بهدوء نسبي بعيداً من الضجيج، فيستقبل محبي السباحة والغطس والغوص في منطقة تعد الأنظف على طول الشاطئ اللبناني. 

نظافة بحر صور واهتمام سكانه بالحياة البحرية، جعلها مقصداً للسلاحف البحرية، فتحولت مع مرور الوقت مسكناً لها تضع بيوضها على طول الشاطئ بعيداً من اعين الصيادين.

عند منطقة الجمل في صور، تجتمع عشرات السلاحف، فمن بين الأنواع الستة للسلاحف البحرية الموجودة في العالم، هناك نوعان فقط يعيشان ويتكاثران على طول الساحل اللبناني وفي البحر المتوسط ، وهما على قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في غرب آسيا IUCN للأنواع المهددة بالانقراض: السلحفاة ذات الرأس الكبير loggerhead، والمعروفة علمياً بإسم Caretta Caretta، ويمكن أن يصل طوله الى 85 سنتيمتراً، والسلحفاة الخضراء والمعروفة علميا بإسم Chelonia Mydas ، والتي تنمو حتى 120 سنتيمتراً.

وعن حياة تلك السلاحف يقول رئيس المركز اللبناني للغوص يوسف الجندي، إنها تعتبر حزينة، فبعد ان تضع السلحفاة الأم البيض، ينطلق من بقي على قيد الحياة الى البحر لسنوات طويلة تصل الى 30 عاماً، وبطريقة فطرية تعود تلك السلاحف الى مكان ولادتها، ولكن التعديات البحرية تجعل تلك السلاحف على احتكاك مباشر مع رواد الشاطئ او مع السيارات او الصيادين، فنفقد عدداً كبيراً منها. ووفق الدراسات العلمية، فإن من يبقى من السلاحف على قيد الحياة تراوح نسبتهم ما بين 2 و20 % فقط. فالسلحفاة الأم تحفر في الرمل حوالى 50 سنتيمتراً، لتضع بيضها بعد فترة التزاوج، وفي حال لم يتم حماية البيض من الكلاب والسلاطعين والحيوانات البرية أو المتطفلين، فإن النسبة بالطبع ستنخفض الى ما دون الواحد بالألف.

وفي حال بقي من البيض سلحفاة على قيد الحياة، فهي بحاجة الى 50 يوماً تقريباً قبل أن تتجه الى البحر، ويصل عمرها الى 150 سنة، ولكن نتيجة التلوث الضوئي تخطئ السلحفاة ما بين ضوء القمر واضواء المنتجعات ما يزيد من خطورة نفوقها بعد عودتها الى مكان ولادتها.

قبل الغوص بالقرب من تلك السلاحف يقول الجندي أن السلاحف ترمي بيضها في محمية صور وعلى مساحة 2.5 كيلومتر، فتستوطن في موطنها نظراً إلى شعورها بالأمان وتواجد الغذاء المناسب لها من المأكولات البحرية، كالرخويات والاصداف، ويمكن مشاهدتها في شكل سريع كطلعة "استطلاعية" للتنفس، ولكنها تقترب من الشاطئ لوضع بيضها من شهر أيار الى شهر تشرين الأول، ولكن الأهم لحياتها تنظيم قاع البحر والشاطئ كي تستوطن في شكل طبيعي.

وما يميز شاطئ الجمل في صور طبيعته الصخرية، فالصيد ممنوع بقرار بلدي. وعن خطورة تلك السلاحف، أكد الجندي أنها غير خطرة ولكن في حال شعرت بالخطورة وتمسك بها الغطاس يمكن أن تصل قوة عضة السلحفات الى 2 طن وهي قوة قادرة على قطع يد من يضايقها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم