الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الصين تطوّق القارة السمراء بـ"الحزام والطريق"

الصين تطوّق القارة السمراء بـ"الحزام والطريق"
الصين تطوّق القارة السمراء بـ"الحزام والطريق"
A+ A-


تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة للسنغال السبت تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا التي تغمرها فعلاً قروض صينية رخيصة مقابل المعادن ومشاريع بناء ضخمة. ووصل شي إلى دكار السبت في زيارة تستغرق يومين لتوقيع اتفاق ثنائي في محطته الأولى ضمن جولة بأفريقيا تشمل أيضا رواندا وجنوب أفريقيا حيث يحضر اجتماع قمة مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. 

وتربط الصين حالياً علاقات تجارية مع أفريقيا أكثر من أي دولة أخرى، كما أن مبادراتها المستمرة في القارة تتناقض بحدة مع ما تقوم به الولايات المتحدة التي لم يبد رئيسها دونالد ترامب اهتماماً يذكر بالقارة.

وصرح شي في مؤتمر صحافي مع الرئيس السنغالي ماكي سال بعد ثالث اجتماع بينهما بأن هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها لغرب أفريقيا بصفته رئيساً للصين، لكنها الرابعة لأفريقيا. وقال :"في كل مرة أزور أفريقيا أرى حيوية القارة وطموحات شعوبها من أجل التنمية... إنني واثق تماما من مستقبل العلاقات الصينية الأفريقية".

وكان في استقبال الرئيس الصيني في وقت سابق فرقة موسيقى عسكرية ومئات من الأشخاص الذين كانوا يلوحون بعلمي الصين والسنغال ويرتدون قمصاناً عليها صورتا الرئيسين.

وتشهد أفريقيا حالياً ازدهاراً في مشاريع البنية الأساسية التي تديرها وتمولها الصين بشكل رخيص كجزء من مبادرة "الحزام والطريق" للرئيس الصيني لبناء شبكة نقل تربط الصين براً وبحراً بجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا. وتعهدت الصين توفير 126 مليار دولار لهذه الخطة التي يرى مؤيدوها أنها مصدر للتمويل الحيوي للعالم النامي.

ويقول منتقدون إن أفريقيا تحمل نفسها بعبء الديون الصينية وإنها قد تجد صعوبة في تسديدها مع تقديرات بنحو عشرات المليارات من الدولارات، الأمر الذي لن يجعل أمام دول أفريقية أي خيارات سوى أن تسلم الصين حصصاً مهيمنة في أصول استراتيجية. وحذر مسؤولون أميركيون من أن ميناء في جيبوتي الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، والتي تستضيف قواعد عسكرية أميركية وفرنسية رئيسية، قد يلقى هذا المصير، لكن جيبوتي تقلل شأن تلك المخاوف.

واعتمدت الصين لدخول القارة السمراء على تغليب لغة المصلحة المتبادلة والاحترام والمساواة من دون التدخل في شؤون الآخرين، مع تبني منطق مختلف عن السياسة المالية الغربية في التعامل مع دول أفريقيا، ويتجلى ذلك في القروض الميسرة، والاستثمارات من دون شروط، الى المساعدات الجزيلة. فقد أنشأت الصين في أفريقيا 3300 كيلومتر من الطرق، و30 مستشفى، و50 مدرسة، و100 محطة لتوليد الطاقة، في أكثر من 40 دولة أفريقية، وبعثت التجار والأطباء، بينهم ما يقارب 1600 طبيب، إلى المناطق الريفية الأفريقية. ومنذ عام 2000 باتت الصين المنافس والشريك الذي يلي الولايات المتحدة وفرنسا في القارة الأفريقية، لما تتمتع به من قوة اقتصادية هائلة جعلتها تضطلع بهذا الدور بفاعلية واقتدار، وفي تشرين الأول 2000 بادرت الصين إلى إنشاء منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين الصين والبلدان الأفريقية في القطاعين العام والخاص، وقد بات يضم في عضويته أكثر من 45 دولة أفريقية، مما أسهم في ترسيخ التغلغل الصيني في أفريقيا، ووضع العلاقات الاقتصادية الصينية - الأفريقية في مسار سريع اذ نمت التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا من 10.6 مليارات دولار عام 2000، إلى 160 مليار دولار عام 2011.

وفي عام 2012، صادق المنتدى الخامس للتعاون الأفريقي- الصيني في بيجينغ على خطة عمل للفترة ما بين 2013-2015، تقضي بحصول الدول الأفريقية على قروض مالية ميسرة من الصين بـ20 ملياراً من الدولارات من أجل تطوير البنى التحتية، الزراعية والصناعية، لتحقيق التنمية الذاتية والتنمية المستدامة ويقدر عدد الشركات الصينية أو فروعها بأكثر من 2000 شركة (كان عددها 700 عام 2005)، كلها ناشطة في مجالات الزراعة والتعدين والبناء والتعمير، وقطاعي التجارة والاستثمار، ومعالجة منتجات الموارد، والتصنيع، والدعم اللوجستي التجاري؛ هذا إلى العمال والخبراء الصينيين، إلى جانب تدريب 30 ألف شخص من الدول الأفريقية في مختلف المجالات، مع فتح الباب لتوفير 18 ألف منحة دراسية للطلاب الأفارقة.

وارتفع التبادل التجاري الصيني- الأفريقي من حدود مليار دولار في حقبة السبعينات، ليبلغ عام 2013 ما يزيد على 210 مليارات دولار، مقابل 85 مليار دولار قيمته بين واشنطن والبلدان الأفريقية، لتغدو صادرات أفريقيا إلى الصين ضعفي الصادرات إلى الولايات المتحدة، وأربعة أضعاف الصادرات الأفريقية إلى دول الاتحاد الأوروبي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم