كارلوفي فاري: الفرصة الثانية

"حرب باردة" للبولوني الكبير بافيل بافليكوفسكي الفائز بجائزة أفضل مخرج في كانّ، عُرض هنا في هذا الاطار. فيلم صارخ بجماله تقع أحداثه بعد سنوات قليلة من الحرب العالمية الثانية والأهوال التي خلفتها في أوروبا. يتم تكليف ثلاثة أشخاص جمع التراث الموسيقي البولوني عبر التنقل في القرى والأرياف البعيدة، والهدف هو المحافظة على هذا الكنز الذي تحتقره النخب. الا ان الحزب الشيوعي الحاكم سيوظّف هذا التراث للتدليس السياسي والدعاية الستالينية. فمِن مكتشِف مواهب، يتحوّل "الثلاثي" إلى منسّق فرق مغنين وراقصين يمجّدون الثقافة البولونية ويردون الاعتبار اليها. بافليكوفسكي يصوّر عملية السرقة البائسة هذه بوضوح إخراجي لا مثيل له. أصغر فرهادي هو الآخر تم استعادته في كارلوفي فاري بعد افتتاحه (الباهت) لكانّ الماضي. في امتحانه الأوروبي الثاني، خسر الإيراني شيئاً من أصالته، لكنه استطاع على الرغم من كلّ شيء المحافظة على براعة اليد والتكثيف وقدرته المتواصلة على مناقشة مواضيع كالانفصال والذنب في اطار عائلي بحت. فإلى الريف الإسباني البعيد عن كلّ مظاهر الحياة العصرية، تهجر سوداوية فرهادي والميكانيزم البارد الذي ينظر عبره إلى الإنسان. ليسة مصادفةً ان الفيلم يفتتح بلقطة لساعة وجرس كنيسة، فنحن أمام نصّ عن...