الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أفندم!

سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
أفندم!
أفندم!
A+ A-
حزيران 67 لن يغيب. الهزيمة لا تُمحى إلا بالنصر، ونصر العرب سيئ الطالع، ضائع في براري التشرد وبحار الهرب. ونصر العرب مرصود، وخرافاتهم كثيرة. عدوهم المنطق وضرتهم الحقيقة واحلامهم خبز وحشيش وخمر، كما وصفها نزار قباني غداة الهزيمة، مُستعيراً عنوان اوديسته من ظرف السينما الايطالية:  Pane, Amore, E … أي خبز، وحب، وما اليهما.هذا الخامس من حزيران غاب أشهر عناوين النكسة، أحمد سعيد، صوت العرب طوال 12 عاماً، لكن في الوقيعة كان صوت الخديعة. لم يأنف العرب أحمد سعيد لأنه هُزم. جميعنا هُزمنا. بل لأنه قرأ علينا الخديعة الكبرى، فلما هدأ الصخب، وبان حجم الخيبة، كان، مثل مزاح ميلان كوندورا، لا يحتمل. ولا يطاق.الخسارة ظلم مضاعف، لأنها ليست فقط تحل، بل ايضاً لا تنتهى. أحمد سعيد جُعِل رمز أكبر خسارة في التاريخ المعاصر: يوم لم تسقط فقط ضفة من نهر الأردن، بل الاقصى والقيامة وغرب نهر يوحنا، واعالي الجولان، وسيناء، وجبين العرب من الخليج الثائر الى المحيط الهادر.الموت عدل. ولذلك خرجت مصر في جنازة أحمد سعيد مسامحة، قائلة، وما ذنب الرجل؟ مجرد مدني يقرأ بلاغاً عسكرياً. الحرب أوامر تُعطى وأوامر تُنفّذ. وهو كانت جبهته الجهورية الملعلعة، مكبر الصوت. ومكبر الارقام. ومكبر الاوسمة. ثم فجأة، اكتشف، واكتشفنا، واكتشفوا، أنها اغمادة كبرى. صحيح ان الصوت والغضب جزء من الحرب، لكن الجزء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم