الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بعد إلغاء مهرجان "اوتار ترشيحا"... عرب 48 بين سندان المقاطعة ومطرقة الإحتلال

محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
بعد إلغاء مهرجان "اوتار ترشيحا"... عرب 48 بين سندان المقاطعة ومطرقة الإحتلال
بعد إلغاء مهرجان "اوتار ترشيحا"... عرب 48 بين سندان المقاطعة ومطرقة الإحتلال
A+ A-

شهدت قرية ترشيحا الفلسطينية مهرجان اوتار ترشيحا الأول عام 2015 واعتمد المنظمون حينها على فنانين محليين جميعهم من البلدة، مثل: فرقة الموسيقى العربية في ترشيحا ومعهد كاترين للموسيقى اللذين قدما عرضين موسيقيين كبيرين الى جانب إبداعات اخرى من الموسيقى, الفنون المسرحية والفنون التشكيلية وورش ومعارض فنية وثقافية متنوعة،المهرجان الذي بات جزءًا من حيان الأهالي هناك كان محطاً للأنظار هذا العام.

على مدى 70 عاماً لم يتخل الفلسطينيون الموجودون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن هويتهم وانتمائهم. سبع عقود من الشقاء والتعاب واثبات الوجود قاوموا شتى أنواع الحروب العسكرية منها والنفسية ومع مرور الوقت بات ما يسمونهم "عرب الداخل" يشعرون بأزمة أخرى هي أزمة التواصل مع أهلهم العرب.

 

وجودهم في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 شكل عقبة كبيرة لهم ولذويهم وأبناء شعبهم العربي الموجودين خارج فلسطين.
وقد يكون التطور التكنولوجي كسر القليل من طوق العزلة المحكم حول القرى التي مازال أهلها فيها ولكن التواصل الفعلي والتبادل الثقافي الإنساني ما زال من أهم الأشياء التي تفتقرها الفلسطينيون هناك. والمعضلة الأكبر في النظرة إلى ذاك التواصل هل يمكن اعتباره تطبيعاً أم أعادة أوصال الرحم العربي الذي حاول جاهدا الاحتلال الى بتره ولم يفلح؟.  


أخيراً، كان محزناً ما جرى في  تلك المدينة الواقعة في شمال فلسطين واهم قرى قضاء عكا الفلسطينية. لقد آثر الشباب العرب على احتفالات ومهرجانات سنوية وفرصة كي يثبتوا فيها هوية القرية العربية. في حزيران الجاري كان من المقرر أن تشهد القرية وعلى مدى ثلاثة أيام مهرجان "أوتارشيحا" الموسيقية  ولكن فعاليات المهرجان ألغيت بحجة مقاطعة الاحتلال ومنهاضة التطبيع.

كما كان من المفترض أن يحيى الفنان الفلسطيني محمد عساف أحدى الليالي وكذلك الموسيقي العراقي عمر البشير والمهرحان من تقديم الكاتب الفلسطيني شاكر خزعل ولكن اعتذار عساف تلاه اعتذار البشير وافسدا المناسبة.  

الغاء هذا الحفل ألهب أبناء القرية ومن بينهم الكاتب خزعل الذي شرح عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي ما حصل. وأوضح أن إلغاء المهرجان جاء بسبب صغوطات مارستها بعد الهيئات التي اعتبرت الحفل تطبيعاً مع إسرائيل.

هذا الموقف استمد قوته ربما مما حققته حركة المقاطعة وصدى إلغاء منتخب الأرجنتين مباراة الودية مع منتخب إسرائيل، لكن في ترشيحا كان هناك أمراً آخر.
يتحجج بعض المستهدفين للحفل بأنه يجري عبر قنوات وحواجز أمنية إسرائيلية إلا ان إدارة المهرجان رفضت إي تعامل مع الاسرائيليين وحتى وسائل الاعلام العبرية منعتها من التغطية والحضور.  

واللافت أيضاً هو رضوخ الفنان محمد عساف لحملة التهديد التي تلقاها المشاركون على الرغم من مشاركته في فترات ماضية في إحياء الكثير من الحفلات فيما يسمى "بالداخل" ومنها حفلات ناجحة له في مدينة الناصرة.

وفي هذا السياق أشار مقدم الحفل شاكر خزعل في منشوره على أن تهديدات تلقاها وصفها " بأنها وقحة وعنيفة" وطلبت منه الانسحاب إلا أنه رفض أكد الوقوف الى جانب العرب في القرية وافتخاره بالعمل معهم رافضاً كل ظلم يطال عرب الـ 48.

الضغوطات وممارسات العنف التي فرضت على إدارة المهرجان العربية وعلى الضيوف العرب لمنع جمهوري عرب من حضور مهرجان موسيقية يؤكد عربية المكان يدفعنا الى التساءل عن إي مناهضة تطبيع يتحدث منظمو تلك الحملات.

قد نفهم الاعتراض على فنان اسرائيلي ينوي إحياء حفلة للعرب أو العكس ولكن الحفل بطابعه "من اساسه إلى راسه" هو عربي ويمكن اعتباره بأنه مقاومة فنية بامتياز تستفز أكثر من الرصاص وصوتها يعبر عن الوجود الأصلي للسكان الأصليين وتأكيد على هوية ترشيحا العربية.

أخفق من مارس التهديد والعنف وأضاع الهدف ولكن المخطئيّن الأكبر هم محمد عساف وعمر البشير الذين رضخوا لهذه الضغوط التي لا صحة لها وتناسى عساف حفلاته في الأراضي المحتلة وتحجج بما تلقاه ليلغي حفلا بهذا الحجم والمعنى. وكان بإمكانه أن يفكر ملياً قبل الموافقة وقبل الإعلان عن مشاركته. الأمر بكل تأكيد يشكل معضلة كبيرة، ففي حين  نرفض أي تواصل مع الإحتلال علينا أن لا نتخلى عن واجباتنا في التواصل مع أهلنا في فلسطين المحتلة وتفرض علينا المسؤولية إيجاد الطرق البديلة في تحقيق ذلك.

بدورها إدارة المهرجان أعلن إلغاءه وشكرت كل من ساهم ودعم ووعدت بإص\\اء بيان تفصيلي عما جرى .هذا الإلغاء كان له صداه بين أبناء الشعب الفلسطيني لا سيما في شمال فلسطين.


يجب محاسبة المسؤولين 


لازم اهل ترشيحا يشتركوا بالقرار


أعمال تتسم بالوطنية


قرار صعب 


لماذا كانت في السنوات الماضية مسموحة؟



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم