الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أوّل انتخابات رئاسيّة في كولومبيا بعد الاتفاق مع "الفارك": مرشّح اليمين إيفان دوكي الأوفر حظًّا

المصدر: أ ف ب
أوّل انتخابات رئاسيّة في كولومبيا بعد الاتفاق مع "الفارك": مرشّح اليمين إيفان دوكي الأوفر حظًّا
أوّل انتخابات رئاسيّة في كولومبيا بعد الاتفاق مع "الفارك": مرشّح اليمين إيفان دوكي الأوفر حظًّا
A+ A-

بدأت #كولومبيا التصويت اليوم لانتخاب اول رئيس سيحكم منذ اكثر من نصف قرن من دون تهديد القوات المسلحة الثورية (#فارك)، وسط مبارزة غير مسبوقة بين اليمين المتشدد واليسار المعادي للنظام.


وفي كولومبيا حيث يحكم اليمين دائما، يبدو مرشحه إيفان دوكي الحديث في السياسة، الاوفر حظا لهذه الدورة الأولى. لكنه يواجه منافسة من مرشح معاد للنظام هو غوستافو بيترو، رئيس بلدية بوغوتا اليساري السابق والمنفصل عن الاحزاب التقليدية. 

وستحدد هذه الانتخابات الاساسية مستقبل اتفاق السلام الموقع في 2016 مع اقوى حركة تمرد في الاميركيتين، والتي باتت اليوم مجرّدة من سلاحها. وقد استقطب هذا الميثاق مجتمعا ادمته اطول حرب اهلية في القارة.

واعلن الرئيس المنتهية ولايته خوان مانويل سانتوس (66 عاما) اليوم، بعدما أدلى بصوته في بوغوتا: "حتى الآن، لم ينقل اي مكتب تصويت لسبب امني"، مضيفا: "لم يحصل هذا منذ عقود كثيرة".

وكان سانتوس قال عشية الانتخابات التي دعي اكثر من 36 مليون ناخب الى الإدلاء بأصواتهم فيها حتى الساعة 16,00 (21,00 ت غ): "مع انتخابات آذار الماضي، لانتخاب الكونغرس الجديد، ننهي الدورة الاولى الكاملة من الانتخابات الوطنية من دون تهديد النزاع المسلح مع فارك".

وبعد ولايتين منذ 2010، لا يعود في وسع هذا الرئيس الآتي من وسط اليمين- وقد أنهى مواجهة مسلحة استمرت اكثر من نصف قرن- ان يترشح لولاية جديدة. وبات ترسيخ السلام الذي أضعفه التأخر في تطبيق الاتفاق، رهنا بخلفه.

وينوي اليمين المتشدد المعارض للاتفاق الموقع مع حركة التمرد والمحادثات التي بدأت مع "جيش التحرير الوطني"، آخر حركة تمرد في البلاد، استعادة الرئاسة مع مرشح شاب. وإذا لم يتحقق ذلك اليوم، ففي الدورة الثانية في 17 حزيران.

وإضافة الى اعادة النظر في اتفاق السلام الذي يعتبره متساهلا حيال المتمردين السابقين، إذ يعفيهم من السجن اذا ما اعترفوا بجرائمهم، يعد ايفان دوكي باستئصال المخدرات والفساد وإنعاش رابع اقتصاد في اميركا اللاتينية سجل تباطؤا في النمو إلى 1,8 بالمئة .

وبين المرشحين الستة، يمثل هذا المحامي والخبير الاقتصادي إئتلافا يقوده المركز الديموقراطي الذي يتزعمه ألفارو أوريبي، الرئيس السابق المثير للجدل، لكنه يتمتع بشعبية. ويدافع دوكي الذي سيحصل على بين 37,6% و41,5% من الأصوات، وفقا لاستطلاعات الرأي، عن حرية المبادرة والقيم التقليدية للعائلة، وينتقد فنزويلا المجاورة الواقعة في الافلاس.

وأبرز منافسيه، غوستافو بيترو (58 عاما) المنتمي الى حركة "كولومبيا انسانية" وتمنحه استطلاعات الرأي 24,2% الى 29,5% من الأصوات، هو متمرد سابق في حركة "ام-19" المنحلة، يبهر الجماهير ببرنامج يتعاطف مع الفقراء، لكنه يتعرض للانتقاد بسبب علاقاته بالاشتراكية الفنزويلية.

وفي بلد متحالف مع الولايات المتحدة، يدافع بيترو عن الاتفاق مع التمرد السابق (فارك) والحوار مع "جيش التحرير الوطني" الذي علق عملياته المسلحة في مناسبة الانتخابات. إلا ان السلطات شددت التدابير الأمنية، ونشرت نحو 150 الف جندي.

وما زال هذا البلد، المنتج العالمي الاول للكوكايين والبالغ عدد سكانه 49 مليون نسمة، يواجه عنف المجموعات غير الشرعية التي تتنازع السيطرة على تجارة المخدرات في المعاقل القديمة للقوات المسلحة الثورية الكولومبية التي تحولت حزبا سياسيا ابقى على الاحرف الاولى من اسمه.

وتواجه كولومبيا التي تتصدر البلدان التي تعاني عدم مساواة في القارة، بعد هايتي وهندوراس، صعوبة في الخروج من نزاع تورطت فيه طوال عقود، نحو 30 حركة تمرد وقوات الأمن وقوات شبه عسكرية، واسفر عن اكثر من 8 ملايين ضحية بين قتيل ومفقود ومهجر.

عام 2016، ووسط مفاجأة كبرى، رُفض اتفاق السلام في استفتاء، قبل ان يُعاد التفاوض في شأنه، ثم التصويت عليه في البرلمان. ولا يمكن احيانا توقع نتائج الانتخابات، وعادة تبلغ نسبة الامتناع عن التصويت 50%.

وقال نيكولاس ليندو، استاذ العلوم السياسية في جامعة سيرجيو أربوليدا، لـ"فرانس برس"، ان "مرشحين يتصدران بوضوح. واذا لم تحصل مفاجأة وخطأ كبير في استطلاعات الرأي، فسينتقل بيترو ودوكي الى الدورة الثانية، رغم امكان فوز دوكي ايضا في الدورة الاولى".

وبعدما منيت بهزيمة ساحقة في آذار، عندما واجهت حقيقة صناديق الاقتراع ولم تتمكن من تجاوز 0،5% للفوز بأكثر من المقاعد النيابية الـ10 الممنوحة باتفاق السلام، تخلت القوة البديلة الثورية المشتركة (فارك) عن الانتخابات الرئاسية.

وفرض اليمين المتشدد نفسه في هذه الانتخابات التشريعية. واذا ما خلف سانتوس في 7 آب، فيتعين على دوكي الاعتماد على دعم الكونغرس. لكنه يستفيد خصوصا من هالة اوريبي. وبعد ولايتين (2002-2010)، لا يستطيع "والد كولومبيا"، على ما وصفه أحد مديري الاجتماعات، ان يترشح.

لكن المحلل اندريس ماسياس من جامعة اكسترنادو نبّه الى ان "استطلاعات الرأي تؤكد ايضا مستوى كبيرا من المترددين او التصويت بورقة بيضاء. وهذا ما يمكن ان يؤدي الى مفاجأة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم