اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لماذا تم استبعاد فهمية شرف الدين ووداد حلواني عن الهيئة الوطنية لحقوق الانسان؟
إن طرح هذا السؤال أمام الرأي العام لا يهدف البتة إلى الانتقاص من مكانة أي من أعضاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، والذين أعلنت أمس أسماؤهم في الجلسة الأخيرة من مجلس الوزراء. لمَ تم اقصاء فهمية شرف الدين؟ السؤال بمحله لأن مسيرتها في الدفاع عن حقوق المرأة مشرفة جداً وعلى قدر عال من المهنية. ولا شك ان سيرتها الذاتية الغنية برصيد أكاديمي استثنائي وعملها النضالي الطويل في الشأن العام، جعلها تستحق وعن جدارة أن تكون خبيرة في مجال حقوق الإنسان.
وترجم ذلك من خلال عملها في هذا الميدان وفي دمج النوع الاجتماعي في وكالات دولية مثل الاسكوا وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والاونيسكو وسواها. ويسجل لها كفاية بحثية برزت في اصدارها كتباً ومنشورات عدة عن حقوق المرأة والانتهاكات المواكبة لها.
ليست المرة الأولى، التي تستبعد شرف الدين، ولن تكون الأخيرة. أما السبب الحقيقي فهو أنها ليست امرأة خاضعة او مطيعة جداً تساوم على حساب "ما" من أجل منصب. فهمية شرف الدين امرأة متمردة، حرة ومتحررة، جنوبية أصيلة، لم تقبل يوماً ان تكون جزءاً من محاصصة مذهبية تسيء الى لبنان، كل لبنان. كانت تستحق أن تكون عضواً في هذه الهيئة لأنها "مقاومة" بحق عن حقوق المرأة.
اما استبعاد اسم رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني فهو دليل قاطع على ان هذه القضية لا تعني "السادة الوزراء"، أو ربما بعض أسياد الحرب الأهلية الممثلين في المجلس، الذين لا يريدون أن يعطوا لهذه القضية أي فرصة او أي خاتمة منطقية تنهي مأساة أهالي المخطوفين والمنسيين في لبنان.
والمؤسف أن النائب السابق غسان مخيبر خسر في الانتخابات النيابية، وبات خارج قبة البرلمان، ولم يعدْ صوت الأهالي، فهو تابع القضية "بضميره الحي"، وتبناها بصبر وبدون كلل. ويأتي أمس اقصاء اسم وداد حلواني رسالة مبطنة إضافية مفادها أن إيجاد أجوبة عن هذه القضية ممنوع او... لم يحن وقته بعد.
كأننا بغازي عاد، رئيس جمعية "سوليد" والمناضل في مجال حقوق الانسان والمخفيين قسراً، حضر من عليائه من دون ان يتكلم. خاب امله، خانته دموعه، خانه الألم.
