الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قبلان: لرص الصفوف وتجاوز الخلافات وتشكيل حكومة وحدة تضم الجميع\r\n

المصدر: وطنية
A+ A-

 


وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة شهر محرم لهذا العام، قال فيها: "مع قرب حلول شهر محرم نستحضر ذكرى استشهاد الإمام الحسين الذي قدم التضحيات ليظل هذا الدين محصنا قويا بوجه الانحرافات".


أضاف: "مع اطلالة هذا العام الهجري تتجدد الذكريات، وما حل برسول الله والمسلمين من نكبات ومصائب وحصار واذى دفعهم للهجرة الى يثرب، فالهجرة تعود بنا إلى عظمة الصبر ونبل الجهاد وسمو الغاية التي تبقى شاخصة على الدوام في قلوب المؤمنين وماثلة في أذهانهم، وهم يعيشون مع النبي في هجرته وغربته، وفي دعوته ورسالته. فالرسول لم يكن يبالي بما سيلحق به من أذى وبما سيصيبه من مشقة وإرهاق وبما سيتحمله من تبعات، فهو مدرسة في الايثار والوفاء وهو القدوة في الصبر على البأساء، وهو المثل الأعلى في التضحية ونكران الذات وإظهار صورة المسلم الحقيقي الذي آمن بربه، فعاش إنسانيته بكل ما تتطلبه الرسالة وما تعنيه من حق وقيم وأخلاق تميز بها هو وأصحابه وأهل بيته الذين كانوا أوفى المدافعين عن رسول الله وأصدق المجاهدين عن الإسلام الحق".


وتابع: "في الهجرة نتذكر اعظم شخصية بعد رسول الله التي قدمت روحها فداء لرسول ونصرة لدينه حين بات امام المتقين علي بن ابي طالب في فراش رسول الله، ليجسد معنى الايثار والتضحية ويتحمل بعدها مسؤولية حفظ الدين من الانحرافات، لا سيما ان هذا الدين قد حوصر من حين وفاة رسول الله ولكنه ظل محفوظا برعاية الله وإخلاص المخلصين، وفي مقدمهم أهل البيت الذين بذلوا أرواحهم في سبيل حفظ الدين وإعلاء كلمة الله".


وقال: "نحن نحيي ذكرى عاشوراء لنتعامل معها بصدق وإخلاص ، ولنحتضن هذه الدعوة كما احتضنها الحسين ودافع عنها وكشف الغبار عن كل الوجوه الظالمة والفاسدة، من هنا فان علينا ان نهتم بمجالس عاشوراء، ونعمل لإخراجها من التقليد ونجعل هذه المجالس مدارس ومؤسسات حسينية تجمع في أحضانها الشباب والكبار والصغار والنساء والأطفال، وعلينا ان نصوب مسار هذه المجالس، فنقول لقراء مجالس العزاء: احفظوا هذه المجالس وحافظوا عليها لتبقى منابر حسينية للدعوة الى الله والحفاظ على الدين وإبعاده عن كل البدع والأوهام، فالحسين أسس مدرسة يتعلم منها كل الاحرار في العالم، فهناك الكثير ممن حرروا بلادهم من الاستعمار والعبودية ارتشفوا من معين ثورة الحسين".


وتابع: "ان الظلم والقهر والارهاب والتمثيل بالجثث وانتهاك الحرمات الذي نشهده في عالمنا المعاصر لا يمت الى الدين بصلة والاسلام منه براء، فكل حراك عربي واسلامي يعادي الحسين ويناهض اهل البيت سيبوء بالفشل لانه يجافي الحق والحقيقه ومصيره الخزي والعار في الدنيا والهلاك في الاخرة ، وليعلم المسلمون انه لن يكون لنا قرار الا بالتمسك برسول الله وآل بيته وبالإمام الحسين والتبرؤ من اعدائهم، وعليهم الالتزام بخطاب عاشوراء لانه خطاب الوحدة والتعاون على البر والتقوى وجهاد النفس ومحاربة الشهوات والنزوات. وعندما نجتمع لإحياء ذكرى الحسين فذلك ليس بدافع التعصب، إنما بدافع المحبة والولاء للاسلام، فالحسين رائد من رواد الإسلام وهو وقف في وجه الظالم ليقول له:" هيهات منا الذلة" ولا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد"، ولذلك علينا أن نتابع هذه المسيرة وأن نحفظ هذه الثورة بسلوكنا وبمسيرتنا وبمواقفنا لأنها مدرسة إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ومقاومة الحسين رسمت الخطوط العريضة لكل مقاومة، فكل مقاومة تنطلق من الحسين ومن ثورته فهي باقية ومستمرة ومضيئة، لان ثورة الإمام الحسين كانت أهدافها سماوية وإنسانية ومباركة".


وقال ان "استحضار ذكرى الحسين يحتم علينا أن نعيشها بمفاهيمها وبأخلاقياتها وبأهدافها، وأن نجسدها فكرة ومنهجا وخطا، بالممارسة الصادقة والخالصة، والهجرة إلى الله، ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء والابتعاد بها عن الهوى، وتحصينها في مواجهة الشهوات والنزوات، من خلال التربية، وطلب العلم، والسهر على أبنائنا ورعايتهم، بالتوجيه والإرشاد وهدايتهم إلى اتباع سبيل الخير، فننطلق من اصلاح انفسنا لنصلح مجتمعاتنا واوطاننا".


وتابع: "أن اول خطوة اصلاحية في لبنان تكمن بنبذ العصبيات ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار ، فيتنازل اللبنانيون لبعضهم البعض ويتشاوروا ويتصالحوا ويبادروا الى تشكيل حكومة وطنية جامعة تصلح الواقع اللبناني المتردي وتخرج لبنان من الازمات المتفاقمة التي تلقي بتبعاتها الثقيلة على كل اللبنانيين، فما يجري من اعتداءات وانتهاكات بحق اللبنانيين خطير جدا. ولا يجوز ان يمر الاعتداء بالامس على مواطني جبل محسن دون عقاب ومحاسبة للفاعلين، فما حصل جريمة نكراء مدانة، وعلى الدولة بسط سلطتها على اراضيها فتضرب بيد من حديد كل معتد ومنتهك للقانون".


وختم قبلان: "أننا مطالبون في لبنان برص صفوفنا، وتعزيز وحدتنا وتجاوز خلافاتنا، فنثق ببعضنا البعض ونبتعد عن المزايدة، فنجسد وحدتنا وتطلعات ابنائنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع وتعمل لمصلحة الجميع وتكون المكان المناسب لحل كل الخلافات وتذليل كل العقبات التي تحول دون نهوض وطننا واستقراره وازدهاره".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم