الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ماذا أحبّ اللبنانيون في الياس الهراوي؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
ماذا أحبّ اللبنانيون  في الياس الهراوي؟
ماذا أحبّ اللبنانيون في الياس الهراوي؟
A+ A-
كلمات المفاتيح:ماذا احب اللبنانيون وماذا كرهوا بعد بشارة الخوري، كميل شمعون، فؤاد شهاب، شارل حلو، سليمان فرنجية، الياس سركيس، بشير الجميل، امين الجميل ورينه معوض... ماذا احب اللبنانيون وماذا كرهوا في رئيسهم الاستقلالي العاشر الياس الهراوي وعهده الذي مددت ولايته لثلاث سنوات؟. احب اللبنانيون في الهراوي وقف الحرب بين اللبنانيين وانهاء التمرد العسكري وحل الميليشيات، واعجبوا بموقفه من المفاوضات العربية الاسرائيلية واقامته علاقات مميزة مع سوريا. لكنهم اخذوا عليه وكرهوا في عهده التننازل عما تبقى له من صلاحيات، وتراجع مفهوم السيادة والغاء حرية القرار، وانتخابات 1992 التي عمقت الهوة بين الحاكم والشعب، وتراكم الديون وتفاقم الازمة الاقتصادية - الاجتماعية، والفشل في استقطاب المقاطعين وتحقيق المصالحة الوطنية، وعدم تمكنه من تنفيذ بنود اتفاق الطائف تنفيذا دقيقا. وقد جاءت هذه المواقف في شهادات قدمها اكاديميون وباحثون ومفكرون ومسؤولون نقابيون... ومواطنون. وفي ما يأتي نصها: ياسر نعمة الامين العام للاتحاد العمالي العام ياسر نعمة: "في رأينا ان الياس الهراوي بعد الطائف هو غير النائب المنتخب عام 1972. اوغل الهراوي في اللعبة الديموقراطية منذ ان رشح نفسه للانتخاب الرئاسي ضد الرئيس المرحوم رينه معوض. نحن نعتبر ان الايجابيات في عهد الرئيس الهراوي عدة وان السلبيات قليلة. فهو تصدى فورا لتسلم المسؤولية في ساعات حرجة جدا وفي حالة فراغ سياسي ومؤسفة تلت اغتيال الرئيس رينه معوض، في حين ان بعض النواب المؤهلين لتسلم الرئاسة استنكفوا عن هذا الامر لان المرحلة كانت مخيفة جدا. من هنا نقول ان الهراوي كان جريئا في ترشيح نفسه في معركة مضمونة، اكثر مما كان جريئا عندما خاض المعركة في وجه الرئيس معوض ونال فيها خمسة اصوات، احدها كان صوته. الوقفة الثانية، الجريئة والوطنية، اتخاذه قرار انهاء التمرد في بعبدا، في وقت كان لبنان في اشد الحاجة اليه، لان تأجيله كان مؤشرا لاستمرار الحرب والازمة. الايجابية الثالثة موقفه من المفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية وفي المفاوضات العربية - الاسرائيلية، وهو الموقف الوطني والقومي الافضل الذي لا يزال مستمرا. تحمل الهراوي النقد وتابع عمله متابعة السياسي المحلي المحترف، وادار لعبة الازمة ادارة فريدة منذ توليه الرئاسة وقد تكون علاقته التي ساءت مع الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي جزءا من هذه اللعبة - وتمكن من توفير الحضور القوي لنفسه في كل المراحل التي قضاها في ولايته التي تم تمديدها، وحافظ على علاقة مميزة بالرئيس السوري حافظ الاسد مما عاد بالنفع على لبنان. لكن في الجانب السياسي ايضا تبرز صورة اخرى للرئيس الهراوي، وهي انه يضيق باصحاب المطالب وتظهر عليه حالات الانفعال وردود الفعل، ولاسيما مع خصومه السياسيين المحليين. قد يتحمل اي خصم الا خصومه المناطقيين الذين خاضوا المعارك الانتخابية ضمن لوائح بعيدة عنه في الانتخابات الاخيرة. لم يول الهراوي المسألة الاقتصادية - الاجتماعية عنايته المطلوبة - ولم يتحقق على هذا الصعيد اي انجاز طوال السنوات الست الماضية. لقد توجهت اليه الحركة العمالية النقابية بمذكراتها وعرضت عليه معاناتها وقضاياها، لكنه ترك معالجة هذه الامور الى الحكومة والوزراء المختصين. لقد بدا لنا ان رئيس الجمهورية كان يتجنب الدخول في هذه القضايا، ومنها قضية المعلمين التي دخلت سنتها الثانية من دون حل، ومسألة الرتب والرواتب وغيرها من القضايا التي كان يفترض بالرئيس الاول ان يضع ملفاتها على مكتبه ويحللها وينجز ما يمكن انجازه منها وعلى رغم مسألة الفصل بين السلطات نعتبر ان رئيس الجمهورية هو المسؤول الاول وعليه ان يلتفت الى قضايا جميع اللبنانيين. ومن الملاحظات الكبيرة ايضا، الانتخابات النيابية التي ولّدت عقدا كثيرة لا يزال لبنان يعيشها حتى اليوم، اضافة الى ان الرئيس الهراوي لم يتمكن من انجاز المصالحة الوطنية الشاملة التي نص عليها اتفاق الطائف. لكن يجب لفت الانتباه الى ان الهراوي دخل لعبة الحكم دخول المقتنع بما اداه. واظهر لنا انه لم يمارس الا ما كان مقتنعا به. وهو حاول كثيرا ان يصالح الجميع على اساس الامر الواقع، لكنه لم يتمكن من ذلك". حبيب مالك الدكتور حبيب شارل مالك (باحث زائر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى): "عندما استعرض عهد الياس الهراوي ارى مجموعة مآس نزلت بلبنان وترسخت فيه ومنها: خسوف عام للحريات، انتهاكات صارخة لحقوق الانسان، تجذر الوجود الغريب على ارضنا، تلاشي الحياة السياسية الطبيعية، تهميش للنخب، انتخابات نيابية مزورة عام 1992 اتساع الهوة السحيقة بين الشعب والحكم وفساد اداري لا سابقة له، فضلا عن الانهيار الاقتصادي والركود الملموس والتصحير الثقافي و"التطهير الاركيولوجي" للاثار في وسط بيروت ونحر البيئة و"عسكرة" القضاء والحبل على الجرار. امام هذا الارتهان الفاضح لسوريا، لا اجد في الياس الهراوي صفة واحدة للمديح". باحوط جوزف باحوط (استاذ جامعي وباحث في الشؤون السياسية): "استغرب هذا السؤال اساسا، لان عهد الرئيس الهراوي لم ينته بعد ولم يقارب حتى نهايته ولا يزال في الثلثين الاولين من مدته، وكل محاولة لتقويم عهد رئاسي لم ينته بعد تنطوي على خطرين: الاول منهجي لان الفترة الزمنية الكافية لاضفاء المسافة التاريخية لم تنقض ولم تعط المعطيات والوقائع الكافية لاطلاق الاحكام. اما الخطر الثاني فسياسي، لان من المجازفة اعطاء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم