الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ماذا أحبّ اللبنانيون في رينه معوّض؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
ماذا أحبّ اللبنانيون في رينه معوّض؟
ماذا أحبّ اللبنانيون في رينه معوّض؟
A+ A-
ماذا احب اللبنانيون في الرئيس رينه معوض وعهده؟ احبوا انتماءه الى رعيل السياسيين الذين ادركوا اسرار اللعبة السياسية وخفاياها، وخصوصا نهجه الشهابي المعتدل ورصانته وهدوءه وصمته وثباته على مواقفه الوطنية، واعجبوا بنفسه السياسي الطويل وقدرته على جمع الاطراف المتباعدين في الفترات الصعبة والحرجة، واشادوا بميزة الحوار التي تحلى بها، وبدوره اللافت في تحقيق اتفاق الطائف... ولم يجدوا فيه ما يكرهونه. وهنا شهادات فيه وفي عهده الذي انكسر قبل الاوان: علي الخليل وزير المغتربين والنائب علي الخليل: "تسنى لي ان اتعرف الى شخصية الرئيس رينه معوض، فاحببت فيه براعته في اصابة الهدف وتكتيكه من خلال اقرار الموازنة، فكان يعمل على تنفيذ السياسة الانمائية في الشكل الذي قدم فيه المصلحة العامة، كان سلسا جدا ويرضي الجميع ولا يغضب احدا وينفذ ما يخطط ويتوصل الى الغاية التي يعمل لها. اتقن اللعبة السياسية وعرف كيف يتعاطى مع الاطراف والافرقاء، وحتى مع المتباينين والمتباعدين منهم. وعمل لفض الكثير من النزاعات والخلافات السياسية. في اختصار، كان "لولبا" في الحركة السياسية الداخلية من خلال امتلاكه حاسة شم سياسية قوية على هذا الصعيد. في جميع تصرفاته، كنت تدرك انه يعمل من اجل تبوؤ الرئاسة الاولى، وهو مركز يليق به. كانت علاقتي معه حميمة وقريبة جدا، وكنا معا في لجنة الصياغة في الطائف التي اطلق عليها لجنة "العتالة". فطوال 17 نهارا وليلة، اضطلع معوض بادوار عدة في الداخل والخارج، وكعادته دوزن الامور وقام بمهمة الاطفائي. وتسلطت الاضواء عليه كمرشح رئيسي لرئاسة الجمهورية، وخرجنا بانطباع انه هو الرئيس المقبل الذي غزل الرئاسة خيطا خيطا. واذكر بعد انتخابه انه طلب مني ان اسمي له مستشارين ماليين وان اكون وزيرا للمالية في عهده. اخيرا، لا اوافق على التهمة التي اطلقها عليه البعض بانه لم يكن يدلي برأي صريح وواضح في القضايا الاساسية، فهو في الحقيقة صاحب المواقف الجريئة والشجاعة ولم يأخذ موقفا واحدا عليه غبار وطني". نايلة معوض زوجة الرئيس الراحل النائبة نايلة معوض: "رينه معوض اكان الانسان او الزعيم او السياسي، فان خطابه كان في كل الحالات منسجما مع سلوكه، واقتناعاته مارسها فعل ايمان يوميا. الادعاء كان يتجنبه، والمزايدات تنفره، والغوغائية تزعجه، والموقف الصامت الجريء يستهويه ويحفزه، خصوصا في الظروف الحرجة التي تضع الرجال على المحك. وكم من الظروف القاسية والدقيقة واجهته طوال 40 عاما. كان مميزا في انفتاحه على كل الطبقات والفئات والمناطق وعلى كل المسؤولين الروحيين والسياسيين، فكان المحاور الاول في لبنان ورجل الحوار واللاعنف. كان لا طائفيا الى اقصى الحدود، حتى انه كان يرى في السلوك الطائفي السائد آنذاك تعصبا وضربة لرسالة لبنان ولأهم ركائز الكيان. كان صامتا وعميقا في صمته، هادئا ورزينا وثابتا في مواقفه التي لم يغيرها او يبدلها مهما كانت الظروف والضغوط. كان جريئا وواثقا من نفسه، واحد الدلائل البارزة على هذا الصعيد، اصراره على اجراء الامتحانات الرسمية في مراكز مشتركة صيف العام 1981، عندما كان وزيرا للتربية، والقصف والقتل على اشدهما، فقد راهن على اصالة اللبنانيين وربح التحدي. يوم كانت بيروت مشتعلة بفعل الغارات الاسرائيلية الحاقدة عام 1982، جند ابناء عائلته ومساعديه وموظفي وزارة التربية ونقل اللوحات الاثرية الثمينة جدا من "الاونيسكو" الى البنك المركزي، وهذا يبين مدى تعلقه بالتراث اللبناني. لم ينقطع يوما وفي احلك الظروف واخطرها، خصوصا على امتداد فترة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، عن البقاء في ما سمي آنذاك بيروت الغربية، الى جانب المسؤولين السياسيين والروحيين والاصدقاء على كل المستويات، ايمانا منه بوجوب درء اخطار المؤامرة لجهة تقسيم بيروت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم