الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مدينة الموصل "أم الربيعين" تستعيد بهجة مهرجاناتها

المصدر: "أ ف ب"
مدينة الموصل "أم الربيعين" تستعيد بهجة مهرجاناتها
مدينة الموصل "أم الربيعين" تستعيد بهجة مهرجاناتها
A+ A-

بعد انقطاع دام 16 عاماً، عاد مهرجان الربيع إلى الموصل في شمال العراق معلناً بالاحتفالات والألوان والأهازيج عودة الحياة إلى المدينة التي شهدت حرباً طاحنة انتهت بتحريرها في تموز الماضي من هيمنة تنظيم الدولة الإسلامية.

أقيم هذا المهرجان للمرة الأولى في العام 1969 مع بدايات حزب البعث بقيادة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وكان يمتد يومها على ثمانية أيام في هذه المدينة الشمالية الملقبة "أم الربيعين".

وأقيم هذا الاحتفال الذي يعدّ تقليداً آشورياً، في الجانب الشرقي من مدينة الموصل، وتخلّلته عروض شعبية تعبيراً عن الفرح بعودة الأيام الجميلة.

ويقول المهندس شامل محمد ذاكر منظم النسخة الحالية من المهرجان والمسؤول عن المشاريع في محافظة نينوى، إن "آخر احتفال كان في العام 2002، بحضور عزت الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في زمن نظام صدام حسين، والفار من العدالة حتى الآن".

ففي العام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق وأسقطت نظام صدام حسين ودخلت الموصل التي يتحدر منها العديد من مسؤولي النظام السابق، في دوامة عنف قبل أن تسقط تماماً بيد الجهاديين.

وبعد مرور عشرة أشهر على إعلان السلطات العراقية "تحرير" الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، سارت حوالى 38 سيارة في موكب على إحداها مجسم كرتوني يمثل منارة الحدباء التي دمرت تماماً صيف العام 2017، وأخرى لجامع النبي يونس ومواقع أثرية أخرى في محافظة نينوى، على وقع أغان وطنية وشعبية.

ومرت المواكب بينها وحدات أمنية تتقدمها فتيات صغيرات يرتدين فساتين بألوان بيضاء ووردية، ورفعت الأعلام العراقية فيما حلقت في الأجواء طائرات شراعية استعراضية.

ويؤكد أكرم أحمد (54 عاما) الذي حضر الاحتفال مع أبنائه الأربعة، "كنت أشارك في السبعينات والثمانينات" بمهرجان الربيع. وذكر أحمد لوكالة فرانس برس إن "الاحتفال كان كبيراً في السابق، كنّا ننتظر موعده بفارغ الصبر" فيما تمر أمامه سيارة كتب عليها "جنة العراق". 

واعتبر محافظ نينوى نوفل العاكوب في كلمة خلال الاحتفال أن "المهرجان رسالة للعالم بأنّ نينوى تنهض من جديد"، بعد حقبة حزينة تمثلت بسيطرة الجهاديين لثلاث سنوات على المحافظة.

ورغم فرح البعض بعودة المهرجان الذي يتزامن مع فترة حملات الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار الحالي، يبدو سائق سيارة الأجرة عمر إسماعيل (26 عاما) بعيداً من تلك الأجواء. ففي أوج الفرح في وسط المدينة التي دمر مركزها التاريخي، يلفت إسماعيل إلى أن "الناس دمرت بيوتها وممتلكاتها بالكامل من دون أي تعويض حكومي". ويرى الشاب وهو من أبناء المدينة "كان الأجدر توزيع الأموال التي صرفت في المهرجان، على العوائل المنكوبة في الجانب الأيمن من الموصل الذي تعرض لدمار هائل خلال معارك استعادة السيطرة على المدينة. 

واستعادت القوات العراقية في العاشر من تموز الماضي، السيطرة على مدينة الموصل بعد تسعة أشهر من المعارك الدامية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم