الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ديموقراطيّة بصوت تفضيلي

سمير عطاالله
Bookmark
ديموقراطيّة بصوت تفضيلي
ديموقراطيّة بصوت تفضيلي
A+ A-
طلبتُ من سائق التاكسي ان يغيِّر موسيقى الراديو الى نشرة أخبار، فقال معتذراً ومؤنباً: لا نشرات أخبار في هذه السيارة. أنا شاب وأريد ان أعيش حياتي على وقع الحياة، لا على هراء السياسيين وشهواتهم. أكبرت فيه عقله واعتذرت، وشعرت خلال مسافة الطريق بجمال الدرس وفائدته النفسية. ذكّرني هذا الشاب بحوار مع سائق تاكسي في سنغافورة عندما سألته عن رأيه بالرئيس لي كوان يو فقال: أعيش في منزل من ثلاث غرف، دخلي 40 ألف دولار في السنة، وابني يدرس في هارفرد!كانت ديموقراطية لي كوان يو من نوع فريد: لا سياسة داخلية ولا سياسة خارجية، بل ورشة واحدة في الانتاج وعمل واحد في ظل القانون. وحتى عندما تقف على شرفة الفندق ترى الشعب السنغافوري يؤدّي برمّته رياضة الصباح كأنه في درس رياضي. لا لغو في الجمهورية.هل الديموقراطية ضرورية؟ هذا العالم المفجع غالباً، المضحك نادراً، لا يمكنك ان تتابع اخباره: رئيس الديموقراطية الاميركية خلع في عام واحد ثلاثين من أقرب الناس إليه. ورئيس الصين، التي ظن العالم انها خرجت من ابديات ماو، عاد فاختار الأبد هو أيضاً. وفي بلاد المستشارية بدأت الفراو أنغيلا ولايتها الرابعة. ووريث الاتحاد السوفياتي، العامل على الحكم منذ نهاية القرن الماضي، رئيس وزراء أو رئيساً، عاد فدخل الكرملين من البوابة الذهبية الرقم 4 - الخامسة تتبع.مبروك للرفيق فلاديمير فلاديميروفيتش، فإن له اللائحة والصوت التفضيلي. ولكل انتخابات قانونها، شرط ان يكون باب الخروج هو باب العودة. هذا هو العالم، وهذه هي نشرة اخباره. دعوا الشباب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم