الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أيها الإصلاح، كم من جرائم...

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
أيها الإصلاح، كم من جرائم...
أيها الإصلاح، كم من جرائم...
A+ A-
كانت مدام رولان ثائرة فرنسية إنتهت على المقصلة عام 1793 وهي في التاسعة والثلاثين من عمرها. ذكرها التاريخ أنها صرخت قبل ان تسلم رأسها للجلاد: "أيتها الحرية، كم من جرائم ترتكب بإسمك". كانت الحرية يومذاك تشق طريقها وسط العروش المتهاوية والرؤوس المتهاوية، في ثورة غيرت مجرى التاريخ في العالم، لتظهر بعد ذلك، بالإنتفاضات والدماء، ما سُطِرَ في المواثيق بما صار يعرف بحقوق الإنسان والحريات العامة.في لبنان لم تنقصنا الحرية حتى في البدايات، يوم كان الآخرون غارقين في الظلمات. لم تكن هي التي تنقص حتى في حقب الإمبراطوريات والإنتدابات والوصاية الأخيرة. فلم يعانِ اللبنانيون يوماً نقصاً حقيقياً في الحرية. لكن المشكلة اليوم ربما كانت في فائض تلك القيمة التي تحولت مع الوسائل الحديثة ممارسات لا تتردد في ما تعلنه عن فضائح. وهي أخبار شبه يومية تخفي في الحقيقة جريمة مزدوجة: فإما أن الإعلام يتوسل الحرية في سبيل الإثارة، وإما أن ما يسوقه من فضائح وشتائم هو صحيح، إذ ذاك أين المساءلة، للمروج وللمرتكب؟ذلك لا يحدث في أي بلد إحترم الحرية وإحترم القانون والإنصياع له. لا يحدث في أي دولة قانون حاكمت الرؤساء والوزراء وكل من هو منتخب، وليس فقط من هو موظف. لأن المساءلة هي المدماك الأول للثقة. فالثقة هي عمارة تبنى بالحجارة الصلبة وليس بالشعارات. وهي تراكم إنجازات تحصنها وتقنع المواطن بأن هنالك محاسبة. وإلا كيف ينادي وزراء وقادة أحزاب بالتصدي للفساد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم