الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في وداع السيد بان

Bookmark
في وداع السيد بان
في وداع السيد بان
A+ A-
كثرت في الآونة الأخيرة اللقاءات الدولية خارج الأمم المتحدة وميثاقها: مجموعة السبع، مجموعة العشرين، مجموعة الثماني، وسواها. أحياناً تضم هذه روسيا، وأحياناً تنعقد ضدها، منذ أحداث أوكرانيا. ويُتركُ مجلس الأمن مسرحاً لمظاهر الحرب الباردة الجديدة، كما كان يُعبِّر عنها في ذروة النزاع بين العالم الشيوعي والعالم الرأسمالي. نادرة جداً هي القضايا التي يحلَّها المجلس. وكثيرة القضايا التي يعقّدها، كالقضية السورية. فهو في نهاية المطاف، ليس سوى هيئة تعكس مزاجات الدول الكبرى وأدوارها واحتقارها حياة الشعوب. الفيتو الأميركي الذي عطّل القرارات المتخذة ضد إسرائيل، تحوّل إلى فيتو روسي يعطِّل القرارات الخاصة بسوريا. بسبب الطريق المسدود، ذهَب الفريقان إلى جنيف، ثم توقّفا عند جدار آخر. وكما اختلفا على تفسير حروف القرار 242، اختلفا على تفسير بنود جنيف -1 الذي حضره جميع المدعوين، إلا أول الوسطاء الثلاثة في النزاع السوري، السيد كوفي أنان. ربما لمعرفته القديمة بعدم جدوى اللقاءات السابقة لأوانها. وهو أوان قد لا يحين أبداً. أهم هيئتين في المنظمة الدولية هما مجلس الأمن والجمعية العمومية. واحد للصوت، وواحدة للصدى. في الحالتين، النتيجة واحدة. العام 2006 استخدمت أميركا الفيتو في اعتداء بيت حانون، فذهَب العالم إلى الجمعية العمومية. اقترع 188 مندوباً ضد إسرائيل، واقترعت أميركا مع حلفائها المألوفين في الموضوع الإسرائيلي: إسرائيل، بالاو، مارشال إيلاندز، وبيلاروسيا.هل الأمم المتحدة مزحة إذن؟ أحياناً، نعم. لأنها، ببساطة، لا تستطيع أن تكون أفضل من الدول الأعضاء. لقد أسّسها هذا العالم من أجل أن ينتصر على نفسه ويحدّ من شروره. وقطَع شوطاً، لكن مسافة الشر لا نهاية لها.بعد كوارث الحرب الأولى، أُنشئت "عصبة الأمم" لعلها تُوقف الحروب، فلما أخفقت، أقيمت الأمم المتحدة بعد الحرب الثانية. كانت أوروبا قد دفعت في الحربين ثمناً مضاعفاً للثمن الأميركي. الإصابات البريطانية العسكرية في معركة باشنديل (1917) وحدها تجاوزت الخسائر الأميركية في الحربين مجتمعة....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم