البلبلة تتحكم بالمشاورات حول التحالفات الانتخابية

كشفت مصادر على خط الاتصالات بين الافرقاء السياسيين في موضوع الانتخابات استمرار البلبلة وعدم الوضوح في ضوء تضارب الحسابات بين الافرقاء حول ما ينتظرون من نتائج الانتخابات.

وبدا حتى الان انه الى ثبات التحالف الثنائي الشيعي ثمة ثابتة اخرى هي التحالف بين "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي وثابتة ابتعاد حزب الكتائب عن الدخول في تحالفات مع اي فريق اخر نتيجة اعتبارات متعددة ليس اقلها عدم الود القائم بين الحزب ومجموعة من الافرقاء الاخرين فيما تبدو كل التحالفات الاخرى مضعضعة الى حد كبير. لكن ابتعاد الكتائب عن التحالفات المحتملة يبدو العنصر الابرز في هذا السياق في التطورات الاخيرة علما ان وفدا من الحزب الاشتراكي كان زار النائب سامي الجميل في الساعات الاخيرة لكن لم يصدر ما يوحي بامكان التوافق على تحالف بين الجانبين لجملة اعتبارات تتصل بعلاقة الحزب مع سائر الافرقاء المسيحيين منهم في شكل خاص.

لكن وفيما بدأت اللقاءات من اجل محاولة ارساء تحالفات في اللوائح الانتخابية تأخذ حيزا كبيرا من المشهد السياسي فان هذا المشهد استمر موزعا اليوم بين عودة نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد الى بيروت من اسرائيل في اطار المكوكية التي بدأها بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي حول الحدود البحرية وملكية البلوك 9 وهو زار اليوم كلا من وزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وبين الاجتماعات التي عقدها رئيس الحكومة سعد الحريري في السرايا تحضيرا للمؤتمرات المرتقب انعقادها في الشهرين المقبلين ومن بينها الاجتماع لمناقشة التخفيضات على الموازنة العامة.

وقد التقى الحريري على هامش الاجتماعات الموفد الفرنسي الى لبنان للاعداد لهذه المؤتمرات بيار دوكازان علما ان فرنسا كانت اوفدت الى دول الخليج موفدين لها للاعداد لمؤتمر سيدر واحد المخصص لمساعدة لبنان كما لمؤتمر روما المعد في شكل خاص لدعم الجيش اللبناني . وفيما بدت قدرة لبنان بمساعدة فرنسا على عقد هذه المؤتمرات بمثابة التحدي الفعلي امامه في هذه الظروف الاقليمية الصعبة فانه وفي ظل عدم التفاؤل كثيرا من جانب سياسيين كثر باحتمالات النجاح لجهة امكان حصد ما هو لبنان في حاجة اليه فعلا فان الايجابية الكبيرة في راي هؤلاء تمكن في ما بدأ وضعه على السكة من اصلاحات ان في الموازنة او سواها . فهذا عنصر ايجابي ومهم يمكن في رأي هؤلاء البناء عليه للمرحلة المقبلة خصوصا اذا تأمنت المساعدات الكافية للبنان .  

على ان ذلك لم يحجب الاهتمام بما حمله السفير ساترفيلد من لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين الذين تكتم الجميع حوله. لكن بعض السياسيين استرشد بثلاثة عوامل ابرزها ما اعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي قبيل وصول ساترفيلد مجددا الى بيروت من ان هناك حلولا للبلوك 9 وان عدم موافقة لبنان على هذه الحلول ستجعل منه خاسرا ومن ثم تسريب معطيات مفادها عدم تنازل باسيل عن حق لبنان في البلوك 9 غير المطروح للبحث بل ان البحث حول حقوق لبنان البحرية في الوقت الذي صدر موقف عن رئيس مجلس النواب نبيه بري يوحي حتى قبل سترفيلد بعدم امكان التنازل ايضا في موضوع البلوك 9 قائلا ان معادلة اسرائيل " ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم " لن تمر . والعامل الاخير يتصل بما افادت به مصادر سياسية حول لجوء لبنان الى اصدقائه من الدول لمساعدته على المحافظة على حقوقه في موازاة الوساطة الاميركية او للمساعدة في ان تكون اكثر الى جانب لبنان فلا تنحاز هذه الوساطة الى جانب اسرائيل. وبغض النظر عن مضمون ما نقله ساترفيلد والذي يتم التكتم عليه حتى الان ، فان المصادر تخشى ان يقع لبنان في مأزق عدم القدرة على استثمار حقوقه اذا استمر التوتر حول هذا الموضوع