الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بؤس البدائل

سمير عطاالله
Bookmark
بؤس البدائل
بؤس البدائل
A+ A-
قبل ان يضع اينشتاين نظرية النسبية ويغير مسيرة العلم، توصل الإنسان العادي، بالتجربة والسنين، الى علم البداهة والحياة: المطر الكثير الطويل يؤدي إلى الفيضانات، كما حدث في لبنان المجهول الاسبوع الماضي، وامتناعه يؤدي الى الجفاف، وبالتالي الحل في الوسط، أو "بين البينين" كما يقال في القرى. ومن الآن وإلى ان نفهم قانون النسبية في الانتخابات، يحسن بنا أن نتمسك بقانون الحياة في الحياة، لأنه، مثل المطر والجفاف، ليس له سوى تفسير واحد: لا بلد قوياً باقتصاد ضعيف. والمدين لا يذهب مرتاحاً الى النوم، ولا يقوم مرتاحاً الى العمل. وإذا اردت مساعي وسيط ما، لا يجوز ان تقلل مقامه بداعي زحمة السير. فهذه غير مقبولة كعذر في مدن مثل لاغوس وكراتشي وبيروت وما شابه. ثمة حقيقة واحدة في حياة الشعوب والأمم، هي ما نعرفه، للاختصار، بالاقتصاد. هذا كلام يقوله المخاتير، وكرره في دبي الاسبوع الماضي فرنسيس فوكوياما، أحد علماء هذا العصر. قال فوكوياما (1): إن الصين ازاحت اليابان عن المرتبة الثانية، وبعد ثلاث سنوات سوف تصبح الاقتصاد الأول في العالم، وتتراجع أميركا الى المرتبة الثانية. وفي صورة تلقائية، أيضاً في قواعد الطبيعة، سوف تتحول الى الدولة الأولى سياسياً.كيف وصلت الصين الى هنا؟ لا أدري ما هي الأسباب التي عدَّدها فوكوياما علمياً. لكن في البداهات إنها انتقلت من دولة عليلة الى علو المراتب، عندما فكت عن نفسها الحصار وفتحت أبوابها للعالم، وتقبلت مبادىء الحياة بدل اشعار "الكتاب الأحمر". لن يتعافى اقتصادنا في هذا الحصار الجزئي الذي نطبقه على أنفسنا. لا عجائب في المسألة ولا معجزات. والطاقات الادارية لها حدودها البشرية. لا يمكن قيام اقتصاد مفتوح بسياسات مغلقة. لا عجائب.التجربة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم